علي أحمد
ألقى الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع ورئيس المجلس الرئاسي في تحالف (تأسيس)، خطابًا تصعيديًا مساء الثلاثاء جاء في مرحلة حرجة من الحرب وسط تعقيدات داخلية وتدخلات إقليمية متزايدة؛ وصف فيه الجيش بأنه يرتكب جرائم“تطهير عرقي وإبادة جماعية”، محذرًا من أن أي طائرة تقلع من اي مطار داخل السودان أو من دول مجاورة بأنها ستكون “هدفًا مشروعًا”.
وهذا في تقديري تطور خطير ومهم، ومطلوب أيضاً، في ظل صمت العالم أمام قصف طائرات البرهان/الكيزان للمدنيين في دارفور .
على المستوى الداخلي، حاول حميدتي إعادة توصيف النزاع من حرب على السلطة إلى مواجهة بين “قوة إصلاحية” تسعى لتغيير بنية الدولة، و“سلطة عسكرية” تمثل امتداداً واستمراراً للنظام السابق.
استخدم قائد الدعم السريع مفردات ذات بعد قانوني دولي مثل “الإبادة الجماعية” و“التطهير العرقي”، ما أضفى لخطابة مسحة شرعية أخلاقية وحقوقية، مستهدفاً استمالة الرأي العام المحلي والدولي.
كما ركّز على استهداف قيادة الجيش القيادات الأهلية وزعماء القبائل في دارفور وكردفان مشيراً إلى اغتيال ناظر قبيلة المجانين رفقة اكثر من عشرين من قيادات القبيلة بمسيرة تابعة للجيش السوداني، ليؤكد أن الصراع تجاوز حدوده السياسية إلى بُعد اجتماعي (عرقي) وإنساني خطير.
في البعد العسكري، شكّل تحذيره لدول الجوار من استخدام أراضيها ضد قواته رسالة ردع إقليمية صريحة، تعكس إدراكه لنطاق الدعم الخارجي للجيش.
أما دعوته لقواته بالتوجه إلى “ميادين القتال”، فتمثل إشارة إلى استعداد الدعم السريع لمرحلة جديدة من العمليات الميدانية، وتأكيدًا لغياب أي بوادر لوقف الحرب بسبب موقف قائد الجيش وجماعة الاخوان (الكيزان) المتعنت ازاء المبادرات الدولية والإقليمية واختيارها ميدان القتال ساحة وحيدة للتفاوض والحوار ، وهذا ما عناه البرهان في مناسبة سابقة بقوله “المجد للبندقية”.
أما دوليًا، فإن دعوته لتشكيل لجنة تحقيق أممية تعكس توجهاً نحو تدويل الملف السوداني وإعادة وضع قواته ضمن الإطار السياسي كفاعل قابل للتفاوض، لا كقوة متمرّدة.
هذه الخطوة تسعى لتثبيت موقع تحالف (تأسيس) في المعادلة السياسية المقبلة وتأكيد حضوره ككيان منظم يسعى إلى الشرعية الدولية.
وأخيراً ؛ يجسّد الخطاب تحوّلًا في استراتيجية حميدتي من المواجهة العسكرية إلى خطاب سياسي حقوقي يستهدف حشد التأييد والدعم الدولي وتأكيد شرعيته السياسية، مقابل سلطة بورتسودان التي تتمسك بخيار الحرب وترفض أي أفق تفاوضي.





