تقرير مكرم تيه عجبنا
في ظل تصاعد حدة التوترات داخل صفوف ما يُعرف بـ”مليشيا البرهان”، تتوارد أنباء عن موجة جديدة من الشكوك والاتهامات بالخيانة بين القيادات والمقاتلين الموالين للفريق أول عبد الفتاح البرهان، فيما تشهد المعسكرات والسجون التابعة للمليشيا ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الاعتقالات التي طالت العشرات من الضباط والجنود على خلفية “الشك في ولائهم”.
أجواء من التوجس والريبة
كشفت مصادر عسكرية مطلعة لـ”مركز رؤى الإعلامي ” عن أجواء مشحونة بالريبة والتوجس تسيطر على المعسكرات الرئيسية للمليشيا، حيث باتت اتهامات “التخوين” و”التواطؤ مع الأطراف الخارجية” أبرز الأسلحة في الصراعات الداخلية على النفوذ والموارد. وأشارت المصادر إلى أن القيادة في المليشيا بدأت حملة مراجعات ومساءلات واسعة للضباط المشتبه في ولائهم، خاصة من كان لهم ارتباطات سابقة بخصوم البرهان أو عبروا عن انتقادات علنية لطريقة إدارته للأزمة.
اعتقالات طالت كبار الضباط
وفي تطور مفاجئ، أفادت تقارير موثوقة بأن قوات الأمن التابعة للمليشيا قامت باعتقال عدد من الضباط ذوي الرتب المتوسطة والعالية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، بينهم ضباط في هيئة الأركان ومستشارين عسكريين، وذلك بتهمة “التخطيط لعصيان” و”التواصل مع جهات معادية”. ولم تُعلن المليشيا رسمياً عن هذه الاعتقالات، في إطار التكتم الإعلامي الذي تفرضه على شؤونها الداخلية.
خلفية الأزمة
يرى مراقبون أن موجة الشكوك والاعتقالات الحالية تأتي في إطار التداعيات المتلاحقة للهزائم الميدانية الأخيرة التي منيت بها مليشيا البرهان، وفقدانها السيطرة على عدة مناطق استراتيجية لصالح قوات الخصوم، ما دفع القيادة إلى البحث عن “كبش فداء” داخلي لتحميله مسؤولية الإخفاقات. كما أن التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء حكومة “السلام والوحدة”، محمد حسن التعايشي، الذي وصف البرهان بأنه “أداة تنفيذية للمشروع الإسلامي”، زادت من حدة الشقاق والاتهامات بالخيانة داخل الصفوف.
تداعيات متوقعة
يتخوف محللون سياسيون من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى مزيد من التصدع في بنية المليشيا، وإضعاف قدراتها القتالية في ظل حرب تستنزف الموارد والبشر، كما قد تفتح الباب أمام انشقاقات جماعية جديدة أو عمليات تمرد مسلح من قبل المعتقلين المحتملين أو ذويهم. ويظل مصير المعتقلين مجهولاً في ظل انعدام الشفافية وغياب المحاكمات العادلة، مما يزيد من تعقيد المشهد العسكري والأمني في البلاد.
صمت رسمي
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر أي تصريحات رسمية من متحدثي مليشيا البرهان للتعليق على هذه التطورات، في حين تتواصل التحقيقات السرية والاعتقالات في إطار ما يُعرف بـ”حملة تطهير الصفوف” التي أعلنت عنها القيادة قبل أسابيع.





