مركز رؤى الإعلامي – تحليل خاص
يعيش السودان واحدة من أكثر مراحله تعقيدًا، حيث يتكشف يومًا بعد يوم أن الحرب الدائرة ليست مجرد مواجهة عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل صراع على السلطة من أجل أن يعود النظام المخلوع للحكم مرة أخرى .
فبينما يُرفع شعار “حماية الوطن”، تشير الوقائع إلى أن الجيش وحلفاءه من التيار الإسلامي يخوضون حربًا هدفها إعادة إنتاج نفس النظام الذي فشل في إدارة الدولة لعقود. أما المواطن، فهو الضحية الأولى، تُسفك دماؤه وتُهدر موارده في حرب بلا أفق سياسي أو وطني.
التقارير تكشف أن المؤسسة العسكرية تبدو منقسمة بين جناح يسعى لإقصاء الإسلاميين وآخر يتمسك بهم كحليف سياسي تقليدي، في وقت تتفاقم فيه الخلافات على قيادة العمليات العسكرية والمواقع القيادية.
الأحداث الأخيرة في الفاشر كشفت هشاشة الخطاب الرسمي، إذ تُركت الحركات المسلحة تواجه مصيرها منفردة، ما زاد من شعور أبناء دارفور بالتهميش وأثار تساؤلات حول التزام القيادة العسكرية بمبدأ وحدة التراب الوطني.
وفي المقابل، تعيش بورتسودان مفارقة حادة؛ فبينما تتخذها السلطة مقرًا مؤقتًا للحكم، تعاني من انهيار الخدمات الصحية وانتشار الأوبئة. أما الموارد الوطنية، مثل الذهب والموانئ، فقد تحولت إلى أدوات في صفقات سياسية واقتصادية تبرم في الخفاء.
وفي ظل استمرار تضارب المصالح بين العسكر والإسلاميين، يبدو أن السودان يسير نحو مزيد من الانقسام، في حرب تستنزف البشر والموارد دون أن تقدم أي حلول حقيقية للمستقبل.





