تعيين الدكتور قوني شريف أبوبكر مصطفى مندوباً دائماً للسودان لدى الأمم المتحدة بقرار من معالي رئيس الوزراء محمد حسن التعايشي يفتح صفحة جديدة في سجل انفتاح حكومة تحالف السودان التأسيسي نحو المجتمع الدولي إذ يجسد هذا الاختيار دقة في قراءة احتياجات المرحلة ويعكس رغبة واضحة في إسناد الملفات المعقدة لشخصيات ذات خبرات متراكمة وقدرة على المزاوجة بين الرؤية الأكاديمية والعمل التنفيذي
المسار الوطني لدكتور قوني منافحاً عن قضية الوطن الأكبر السودان ضد الديكتاتوريات المتعاقبة والوطن الأصغر دارفور في المحافل الدولية والمسار المهني الممتد لأكثر من ربع قرن في ميادين التنمية والتخطيط الاستراتيجي والتحول السياسي يمثل رصيداً نوعياً للسودان في ساحات الأمم المتحدة فهو لم يقتصر على العمل داخل المؤسسات الوطنية وإنما ارتبط بمشاريع دولية مع البنك الدولي ومنظمات أكاديمية ومراكز بحثية مرموقة الأمر الذي يعزز قدرة السودان على تقديم نفسه كشريك جاد في قضايا الاستقرار والتنمية المستدامة
وجوده في هذا المنصب يمنح السودان نافذة واسعة لتفعيل دوره في المحافل الدولية إذ أن خبراته في مجالات الطاقة المتجددة وبناء القدرات والإصلاح السياسي والأمني تمنحه قدرة على التفاعل مع أجندة المجتمع الدولي بمرونة وعمق كما أن تميزه في اللغات ومهارات التفاوض يتيح له مساحة للتأثير في النقاشات متعددة الأطراف ويمنح الوفد السوداني أداة فاعلة في صياغة خطاب سياسي واقتصادي منفتح
انعكاس هذا التعيين يتجاوز البعد الدبلوماسي إلى بعد رمزي واستراتيجي فهو إشارة إلى أن حكومة تحالف السودان التأسيسي تتبنى سياسة إدماج الكفاءات وتقديم وجوه ذات حضور عالمي تعيد صياغة صورة السودان وتدعم مساعيه لاستعادة مكانته بين الدول في زمن تتداخل فيه ملفات السلام والتنمية والأمن على المستويين الإقليمي والدولي





