في خطوة طال انتظارها، أعلنت ولاية جنوب دارفور، حاضرتها نيالا، عن إكمال جميع الترتيبات والاستعدادات الكبرى لاستقبال حكومة السلام، المرتقب إعلانها في مقبل الأيام القريبة. ويأتي هذا الحدث التاريخي وسط إقبال شعبي واسع، وحماس جماهيري يغمر الشوارع والقلوب معاً، تأكيدًا على توق السودانيين جميعاً لحياةٍ جديدة تُشرق فيها شمس الحرية، وتزدهر معها التنمية، وتعلو فيها قيم العدالة والديمقراطية.
مدينة نيالا.. قلب الجنوب النابض
نيالا، تلك المدينة العريقة التي تتوسط غرب السودان كنجمةٍ متلألئة، باتت اليوم عنواناً للأمل ومسرحًا لتجسيد تطلعات الشعب نحو مستقبل مشرق. منذ إعلان الترتيبات، تزينت شوارعها بالأعلام واللافتات التي تعبّر عن فرح أهلها، وأعلن مواطنوها، بكل أطيافهم ومكوناتهم، استعدادهم الكامل لاستقبال الوفود الحكومية، والمشاركة الفاعلة في هذا التحول التاريخي.
فنيالا لم تكن يوماً مدينةً عادية؛ بل كانت وستظل رمزاً لوحدة السودانيين وتنوعهم، ومركزاً تجارياً وثقافياً نابضاً بالحياة. واليوم، تقف شامخة لتثبت أن دارفور قادرة على أن تكون موئلاً للسلام، ومنارةً للتعايش، وقاعدةً صلبة لبناء الدولة السودانية المنشودة.
حكومة السلام.. حلم الشعب يتحقق
حكومة السلام التي يترقبها الشعب السوداني ليست مجرد تشكيلة سياسية عابرة، بل هي مشروع أمة. حكومةٌ تحمل على أكتافها آمال ملايين السودانيين الذين اكتووا بنيران الحروب والنزاعات، وتحلم بأن ترى بلادها قوية موحدة، عادلة ومستقرة.
إنها حكومة تأتي لتجسد شعار «حرية، سلام، وعدالة»، وتضع حداً لصوت البندقية، وتفتح الباب واسعاً أمام صوت العقل والضمير. حكومةٌ تعيد للسودانيين ثقتهم بأنفسهم، وتثبت أن التضحية والصبر لا يذهبان سدى.
رسالة للعالم
ما يجري في نيالا اليوم ليس حدثاً سودانياً داخلياً فحسب؛ بل هو أيضاً رسالة إلى العالم أجمع، بأن السودان يخطو بثقة نحو استعادة مكانته بين الأمم. إنها دعوة مفتوحة للاستثمار في إنسان السودان، ودعوة للأشقاء والأصدقاء لدعم هذا المسار الديمقراطي، والمساهمة في بناء وطن يُحتفى فيه بالسلام كأقدس إنجاز.
الأمل يزهر من جديد
وإنه لمن المشاهد التي تفيض بالمشاعر أن ترى أطفال نيالا يلوّحون بالرايات البيضاء، وشيوخها يباركون الشباب على ثباتهم وإصرارهم، والنساء يرددن الأغاني التي طالما خلدت الصمود في وجه المحن.
إن ما يحدث اليوم هو شهادة على أن الشعوب، مهما طال ليلها، قادرة على أن تكتب فجراً جديداً بأناملها، وتصنع مصيرها بإرادتها.
ختامًا..
ستبقى نيالا وأهلها شاهداً حياً على أن السودان، رغم الجراح، يظل وطناً كبيراً يسع الجميع. وإن حكومة السلام القادمة هي بداية الطريق، لا نهايته.
فلنمدّ أيدينا جميعاً نحو البناء، ولنقف صفاً واحداً خلف مشروع السلام والحرية والعدالة، حتى تتحقق التنمية الحقيقية، ونور الديمقراطية يضيء كل بيت، ويشعر كل مواطن أن له مكاناً في هذا الوطن العظيم.
بقلم
علي أبو الماحي
بلاد الاشانتي