تشهد مدينة بورتسودان تصاعداً خطيراً في اعتداءات عناصر الجيش والقوة المشتركة على المواطنين العزل، في تطور يهدد باندلاع احتقان شعبي واسع.
قضية الشاب محمود خواجة.. ضرب مبرح وحلاقة شعر قسري
كشف العمدة تاج السر صالح، أحد القيادات الأهلية، عن تفاصيل صادمة لاعتداء تعرض له الشاب محمود خواجة، سائق ركشة، بعد أن اقتادته قوة مشتركة إلى مقرها المجاور لحي القادسية (ولع).
وأوضح العمدة أن الحادثة بدأت عندما توقف الشاب فجأة بسبب مطبٍّ في الطريق، فاتهمه ركاب كانوا خلفه بأنه صدمهم، مما دفعهم لاستدعاء القوة المشتركة. وقال: “تم إجباره على الانبطاح، وتقييده بالحبال، وضربه ضرباً مبرحاً، وحلاقة شعره قسراً قبل إطلاق سراحه”.
وأكد أن الشاب يُعاني الآن من إصابات بالغة، ويخضع للعلاج في المستشفى، مشيراً إلى أن الأهالي تقدموا بشكوى رسمية للشرطة، وتم رفع الأمر إلى اللجنة الأمنية بالولاية.
مطالب بإبعاد مقر القوة المشتركة من الأحياء السكنية
حذّر العمدة من استمرار تواجد القوة المشتركة داخل الأحياء السكنية، وقال: “بعض عناصرها يدخلون دلالة الحي وسوق جادو ويصادرون ممتلكات المواطنين دون وجه حق”.
وطالب بـ:
- ضبط العناصر المتجاوزة ومنع استفزاز الأهالي.
- إبعاد المقر العسكري عن المناطق السكنية.
- الاحتكام للقانون وعدم ترك الأمور للثأر العشوائي.
اعتداء آخر بسبب التحدث باللهجة المحلية
في حادثة منفصلة، تعرض الناشط المجتمعي سنونا لاعتداء لفظي وجسدي من قبل مجموعة من ضباط وجنود الجيش لمجرد تحدثه بلغة البداويت مع مرافقه.
وقال سنونا في تسجيل مصور: “تعرضت للضرب والإهانة لأنني تكلمت بلغتي الأم”، مؤكداً أن القيادة العسكرية في منطقة البحر الأحمر أحالت المتورطين للتحقيق، وتم حبس عدد من الضباط والجنود.
تحذيرات من انهيار الأمن
يحذّر مراقبون من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى انفراط عقد الأمن في بورتسودان، خاصة مع تصاعد السخط الشعبي.
وقد حاول مركز رؤى الإعلامي التواصل مع الجهات الأمنية بالولاية للتعليق، لكنه لم يتلقَ أي ردٍ رسمي حتى الآن.
يُذكر أن بورتسودان تشهد توتراً متصاعداً منذ أشهر وسط انتشار عسكري مكثف، مما يزيد مخاطر تفجر مواجهات بين المدنيين والقوات الأمنية.