تقرير – السودان الان
بينما تواصل الحرب السودانية تعقيداتها الميدانية والسياسية، شكّلت معركة أم صميمة محطة فارقة، ليس فقط بسبب حجم الخسائر التي مُني بها الجيش السوداني، بل لما كشفته من تصدّع داخلي وتبادل صادم للاتهامات بين مكوّناته.
الهجوم، الذي قادته قوات الدعم السريع، نجح في مباغتة تشكيلات رئيسية من الجيش ومجموعة البراء، موقِعاً عدداً كبيراً من القتلى، بينهم قادة بارزون من أجهزة العمليات والاستخبارات ولواء النخبة. ووفق ما أكدته مصادر عسكرية ميدانية، فإن العملية حملت طابعاً استخباراتياً دقيقاً، استهدفت تركيزاً نادراً للقيادات في نقطة تماس غير محمية.
لكن الأثر الأخطر ظهر بعد انتهاء المعركة، إذ ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بتصريحات غاضبة من مؤيدين للجيش، أبرزهم المدون المعروف بـ”خال الغلابة”، الذي كتب:
القوات المشتركة تصل متأخرة دوماً… كما الشرطة في الأفلام المصرية.
فيما قال “عمسيب”:
ما يحدث ليس صدفة، بل اختراق أو خيانة صامتة.
هذه التصريحات فتحت الباب أمام أسئلة أعمق: هل هناك صراع نفوذ خفي داخل المؤسسة العسكرية؟ وهل ما جرى كان نتيجة خلل استخباراتي؟ أم نتيجة قرارات متعمّدة أدت إلى ترك الميدان مكشوفاً؟
محللون يرون أن معركة أم صميمة تُظهر بوضوح أن قوات الدعم السريع باتت تملك زمام المبادرة عسكرياً ونفسياً، بينما يواجه الجيش تحدّياً داخلياً قد يكون أخطر من الهجوم ذاته.