بورتسودان – أحمد القنّا
كشف تقرير سري مسرب عن أزمة كبيرة في صفوف المستنفرين الذين يقاتلون إلى جانب الجيش، حيث أظهر تراجعاً حاداً في أعدادهم مع تسجيل حالات هروب وموت جماعية في صفوفهم.
ووفقاً للتقرير الذي حمل عنوان “رئيس اللجنة العليا للاستنفار المصباح أبو زيد طلحة إلى مسؤول منطقة وادي سيدنا للعمليات الفريق آدم هارون”، فإن العدد الإجمالي للمستنفرين من جميع الولايات بلغ 37,572 فقط، مع الإشارة إلى أن 90% من القوات المشاركة في المعارك الأخيرة هم من المستنفرين مقابل نسبة ضئيلة من الجيش النظامي.
وأبرز التقرير التفاوت الكبير بين الولايات في تجنيد المستنفرين، حيث تصدرت ولايتا النيل الأزرق القائمة، بينما سجلت الشمالية أقل نسبة، كما كشف أن الخرطوم فقدت 96% من مستنفريها. كما أشار إلى فشل عملية إرسال مستنفرين من ولايات دارفور.
وكشف التقرير عن وجود تمييز واضح في معاملة المستنفرين، حيث يتم التعامل مع مستنفري البحر الأحمر على أنهم “الصفوة” نظراً لدورهم في تأمين قيادات المؤتمر الوطني.
ولفت التقرير إلى ظاهرة تسرب المستنفرين من المعسكرات وجبهات القتال، خاصة مع توجه أسرهم للنزوح إلى مصر، مما دفع لاتخاذ قرار بنقل مستنفرين من ولاية الجزيرة إلى نهر النيل والشمالية.
ويأتي تسريب هذا التقرير في توقيت بالغ الحساسية، حيث يرى مراقبون أنه قد يشير إلى خطورة الموقف العسكري في الولايات الشمالية، كما لم يستبعد بعضهم أن يكون التسريب متعمداً من قبل عناصر موالية لقوات الدعم السريع.