No Result
View All Result
بقلم: د. يعقوب عبد الكريم نورين
إن اختيار الفريق أول محمد حمدان دقلو رئيسا لتحالف تأسيس و الجنرال عبد العزيز الحلو نائباً له يمثل نقلة كبيرة في الوعي السياسي المتقدم الذي يقوم علي مشاركة أبناء الوطن في إدارة شؤون بلدهم نظراً للتضحيات التي قدمها الجنرالان في محاربة الظلم والاضطهاد والاستبداد وفقاً لرؤية كليهما وإن اختلفت الأدوات والأزمان إلا أن لكل منهم دوراً بارزاً ومحوريا في تشكل السودان الجديد القائم على العدل والسلام والحرية والديمقراطية والمستند إلي مساواة الجميع في الحقوق والواجبات مع مراعاة الفرص المتساوية في المشاركة السياسية بناءا علي التعداد السكاني وقسمة السلطة والثروة.
ويجيء اختيار الجنرالين دقلو والحلو بعد حرب استمرت لعامين ودخلت عامها الثالث وقد رفضت النخبة السياسية التي سيطرت على القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان منذ الاستقلال إلي يومنا هذا كل الحلول السياسية التي تدعو إلى حل الخلافات السياسية بالطرق السلمية وخاصة الحوار السوداني السوداني، ولجأت تلك النخبة إلي استخدام الأدوات القديمة في الزمن الخطأ فاستخدمت مقدرات الدولة في حرب لم تبق ولم تذر شيئا في السودان إلا واهلكته، فصار السودانيون بين نازح تقطعت به السبل يرتجي لقمة تسد رمقه وجرعة ماء تطفئ لهيب العطش في جوفه والجزء الآخر صار لاجئاً يستجدي الدول أن تمنحه تأشيرة الإقامة الإنسانية فصار فريسة تحيط بها المخاطر من كل حدب وصوب.
إن اختيار الجنرالين يمثل ضوءا في آخر النفق بأن القادم أفضل، لأن هؤلاء القادة ولدوا من رحم المعاناة والتهميش وعاشوا ظلم الدولة وعسفها بأهل السودان، فلكل منهم رؤيته الخاصة في معالجة اختلالات الدولة السودانية القائمة علي الظلم والتفرقة والجهوية المستندة إلي ابجديات سياسة المستعر التي تقوم علي مبدأ ( فرق تسد).
عرف الجنرال دقلو كل خبايا واسرار الدولة السودانية وكشف الاعيبها وحيلها الماكرة في سرقة قوت الشعب وحقوقه ومنحها الفتات اتباعا لمنهج ( جوع كلبك يتبعك). وقد حارب الحلو هذه الدولة الظالمة لأكثر من أربعين عاماً وشاهد كيف ابادت تلك الدولة شعوباً لم تجد منها غير القصف الجوي علي قري كانت آمنة وكل جرمها أنها طالبت بحقوقها في الحياة الكريمة والعدل والمساواة والحرية. إن اختيار الجنرالين يعني أن الشعب قد أيقن أن المشاركه السياسية في الحكم والتوزيع العادل للسلطة والثروة هو المخرج الوحيد من دولة الحروب اللامتناهية إلي دولة السلام والمحبة.
باختيار الجنرالين انتهت أسطورة دولة ٥٦ التي كانت تضع الشعب السوداني في قوالب محددة لا أحد يستطيع أن يخرج منها مهما حاول أن يكسر تلك القيود. إن حكومة السلام والوحدة القادمة سوف تعيد تشكيل الواقع السوداني من واقع مزري في كل النواحي إلي واقع يجد فيه الشعب نفسه وقد تحققت تطلعاته التي صورت له بأنها مستحيلة.
إن تضحيات اشاوس الدعم السريع في حرب ١٥ أبريل والدماء التي قدموها شهداء وجرحي ومفقودين تمثل النبراس الذي أضاء عتمة تاريخ السودان. إن مسيرة النضال التي عبرت خلالها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال تظل أيضا منارا يهدي الشعب السوداني سبل الرشاد السياسي وأنه مهما طال درب النضال وكثرت التضحيات فإن النصر قريب. لقد حمل الجنرالان علي عاتقهم إخراج السودان من وهدة التراجع والتخلف والتناحر والتنافر إلي رحاب العيش بسلام وأمان واستقرار بين كل مكونات الشعب.
إن تحقيق العدل والحرية والديمقراطية ليست مهمة سهلة ولكنها ليست مستحيلة بعد أن عرف الشعب حقوقه المشروعة وأن لا أحد يمكنه أن ينزعها عنهم، فإن ذلك يمثل الركن الركين في سهولة العبور بالدولة السودانية إلي مصاف الدول المتقدمة والمستقرة في أنظمة الحكم والتبادل السلمي للسلطة. سوف تكون التحديات كبيرة ولكنها لن تكون أكبر من تحديات الحرب وطريق النضال الطويل.
وختاماً نقول شكرا للذين قدموا أرواحهم في حروب التحرر من أنظمة البطش والتنكيل منذ فجر التاريخ إلي اشاوس قوات الدعم السريع وقوات جيش التأسيس، ونسأل الله الشفاء العاجل لجرحي ثورة التغيير الحقيقي في السودان وقادتها الاماجد من لدن الفريق أول *محمد حمدان دقلو و الفريق الحلو وكل القوي السياسيه والوطنية التي آمنت بمشروع تأسيس السودان الجديد.
جاءت اللحظة التي اشرأبت لها أعناق الشعب لسنين عديدة في إنتظار الدولة السودانية الجديدة. ودعواتنا لكل الشعب أن هلموا لبناء الوطن معا دون أن نلتفت إلي دعاة الظلم والعنصرية والقبلية والجهوية الذين يظنون أنهم الوحيدون القادرون علي صنع الفارق ونسوا أن هنالك رجالاً ونساء جاءوا من غياهب الظلم والظلام لينيروا للشعب طرق العدل والحرية والديمقراطية. شكراً الفريق دقلو وشكراً الفريق الحلو وشكراً لكل من ساهم في صنع تاريخ السودان الجديد.
No Result
View All Result
error: Content is protected !!