بقلم:فاطمة لقاوة
في الوقت الذي يئن فيه السودان من أهوال الحرب، ويسقط أبناؤه بين قصف الطائرات ودانات المدافع، تطلّ علينا القاهرة بوجهها القبيح،ممولاً للحرب، شريكاً في الجريمة، وخنجراً مغروساً في خاصرة الشعب السوداني.
قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وضع النقاط على الحروف وقالها بصوت عالي ليسمع الجميع:”مصر سلّمت البرهان 8 طائرات مقاتلة، و32 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر.”
هذا ليس تحالفاً سياسياً… بل تورطٌ عسكري فاضح لا يمكن تبريره أو التستر عليه.
لم تكتفِ مصر السيسي بتأييد سياسي أعمى لرجل لفظه الشارع السوداني، بل ذهبت إلى تغذية آلة الحرب بالحديد والنار، دعماً لعصابة انقلبت على الثورة، وتحالفت مع الإسلامويين لتدمير ما تبقّى من حلم السودان الديمقراطي.
تتحرك المخابرات المصرية في السودان كما لو كانت تمسك بريموت كنترول لدولة تابعة.
لكن على القاهرة أن تفهم، أن سودان اليوم ليس سودان ما قبل الثورة،وهذا الجيل الذي قدم نفسه من أجل مبادئه،لن يقبل بالوصاية.
ما تقدمه مصر من دعم عسكري للبرهان لا يُطيل فقط أمد الحرب، بل يدفع السودان نحو الهاوية الحروب الإقليمية.
كل شاحنة ذخيرة عبرت الحدود، وكل طائرة مقاتلة أُقلعت من قاعدة
مروي أو أي قاعدة أخرى، كانت رصاصة في صدر الاستقرار الإفريقي و الشرق الأوسط و السِلم والآمن الدوليين .
فهل تدرك مصر أنها بذلك تحرق مستقبلها الإقليمي؟
هل تظن أن الشعوب تنسى من ساعد على ذبحها؟
وهل تتوهم أن الخرطوم ستُحكم من ضباط المخابرات المصرية أو من قادة الكارثة في بورتسودان؟
هنا أقول للقيادة المصرية :إن كنتم تظنون أن الخراب في السودان سيصنع لمصر نفوذاً، فأنتم واهمون.
إن ما تفعلونه اليوم سيجعل كل بيت سوداني يحمل جرحاً اسمه “مصر”، وهذه الخسارة السياسية لن تمحوها بيانات العلاقات العامة ولا ابتسامات الدبلوماسيين،أمام الكاميرات.
عودوا إلى رشدكم قبل أن تحترق أيديكم بما أشعلتم.
دماء السودانيين الغلابة في رقابكم
لم يعد الصمت ممكناً.
مصر لم تعد “الشقيقة الكبرى”… بل أصبحت الطرف الأخطر في الحرب السودانية.
من مروي إلى بورتسودان، تتنقل طائرات الموت، والتاريخ لا يغفر.
كفّوا أيديكم عن السودان، قبل أن يُغلق الباب نهائيًا.
ولنا عودة بإذن الله
الأربعاء،٤يونيو/٢٠٢٥م