ما ساقة هشام شمس الدين اليوم مِن حديث غريب يكاد يكون أشبه بغير المنطقي خلال الحوار الذي جمعه مع شريف محمد عثمان علي قناة الجزيرة ،، هو ناتج فعلي وطبيعي لفشل جماعة الحرب .. ورُبما تُمثله جملة قلتها قبل عام ونصف بأن ” مهما بلغ داعموا الحرب من الفِكر أو المستوي الأكاديمي فلن يستطيعوا أن يخلقوا لهذه الحرب مشروعيه … وسيجدوا أنفسهُم في آخر المطاف يصدحون بأحاديث غير منطقية لتبريرها تُنزلهم منزلة السذاجة” … فالحروب بطبيعتها هي سقوط أخلاقي وإنساني وسيجد من يحاول تبريرها نفسه كمن يبرر لقاتل أو لِساقط، فكلما تحدث ليُبرر كلما ازداد قُبحاً .
فعندما طرح هشام شمس الدين جوابة ” بأن وقف الحرب ليست هدف ” ألم يعلم بما هو معلوم بالقدر البسيط من المعرفة “أن الحرب نفسها ليست “هدفاً” فلا أحد يتبني الحرب كغاية لهُ، وإنما نشوبها يكون دائما “كوسيلة” لتحقيق غاية … أما وقفها بعد نُشوبها فهو “هدف” في ذاته …
فمن أشعل فتيل هذه البلاد بالحرب إبتغاها كوسيلة لتحقيق هدف ” سلطة وثروة وجاه” … وأن في وقفها نهاية لِهدفه .
أما الحوار الذي يُوقفها فهو ما يُضمن بِه حللت جذور الأزمة التي قادت للحرب بعد وقفها. حتي لا تعود للإندلاع مُجدداً.
فخلاصة حديثي “إن من يحاولون وقف الحرب فهم يبتغونها “كغاية” في نفسها،، أما من يحاولون خلق إستمرارية لها فهم يبتغونها “كوسيلة ” لتحقيق غاية لهُم ” ولذلك من الطبيعي أن تجدهم يصدحون بأن وقف الحرب ليس “بِهدف” أو “غاية “ محمد منصور