طيف أول:
بعيداً عن رفوف الوعود المشحونة بغبار الخديعة يظل لهذا الهذيان حالته غير المستمرة في المتاهة
كرغوة مؤقتة!!
ويقيني أن ما حدث أمس الأول من هجمات بالمسيرات على قاعدة وادي سيدنا وعلى مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم، أعاد حصار الأسئلة المشروعة، لتخنق بحبلها رقاب الفلول والقيادة العسكرية وتجبرها على مواجهة كذباتها، والإجابة عليها
ألم تقل إنها جرعت الدعم السريع كؤوس الهزيمة وحققت انتصاراتها في الخرطوم واستردت العاصمة والمقار العسكرية، الم تتحدث الآلة الكيزانية عن نهاية التمرد وسحقه ونكران الإنسحاب وتصويره انتصارا خالصا في الحرب!!
فهجمات الدعم السريع جاءت بعد شهر واحد من خروجها من داخل العاصمة الخرطوم مما يؤكد أن مغادرتها العاصمة لم تكن دليل إنهزام ولا ضعف بدليل انها عادت واستهدفت مقارا عسكرية مهمة
فهذه القوات خرجت بهدف أخفته القيادة العسكرية عن شعبها الذي من حقه أن يعرف أين تقف اداة الحرب من أمنه وسلامته، هل هي الآن بين لافتتي إتفاق، أم في مفترق طرق لا تعلم وجهتها، مثلما لا أحد يعلم الي أين يتجه خطرها!! دون أن تمارس كذباتها بأنها انتهت وأن الدعم السريع يلفظ انفاسه الأخيرة فهذه ليست كذبة سياسية يمكن أن يتجاوزها المواطن بعدم التركيز واللامبالاة او بالنقد والسخرية، هذه كذبة ترسله مباشرة الي الموت والغريب أن هناك من يقلل من أهمية قاعدة وادي سيدنا ويتحدث عن انه وبعد أن تحررت العاصمة لم تعد القاعدة بذات الأهمية والثقل العسكري، كما كانت من قبل، وهو حديث يجافي المنطق والحقيقة فالقاعدة من أكبر المقار العسكرية حاليا في ظل غياب الدور الكامل للقيادة العامة والمدرعات، ووادي سيدنا اهميتها في أنها تحتوي على قاعدة جوية ومطار عسكري وتمثل نقطة مهمة تنطلق منها كافة الطلعات الجوية والدعم اللوجستي، كما انها ظلت عصية على الدعم السريع منذ بداية الحرب بالإضافة الي انها تقع بمدينة أم درمان الآمنة والمحروسة بقوات الجيش
فلا شك أن ذلك يعد تحديا واضحا تعلن فيه الدعم السريع عن مرحلة جديدة ربما تكون نتائجها غير متوقعة، ومن قبل تحدثنا عن أن الرقص على أنغام الإنتصارات الوهمية ربما يعيد مُرا على حنجرة المواطن المبحوحة بالهتاف دون أن يتوقع ما بعده، لأنه يعيش على ما تم تصويره من انتصارات بكاميرا الخديعة، ليقع الآن فريسة حيرة هل الإنسحاب كان مؤشر نهاية أم بداية!
والفريق عبد الفتاح البرهان في حديثه بالأمس يقول (سننتصر ونهزم الدعم السريع ولن تسمعوا قريبا بالمسيرات!!)
ولكن ولابد من الوقوف على هذا الوعد الجديد الذي قطعه البرهان والذي يسري من تاريخ حديثه بالأمس أن ماهي الضمانات التي تجعل مسيرات الدعم السريع تتوقف!! فهل هذا الوعد أسسه البرهان على ثقته في جلب سلاح جديد يعزز به قدراته العسكرية التي ستمنع مسيرات الدعم السريع نهائيا!! ليعود بعدها الدعم السريع بأسلحة أحدث وهكذا تدور عجلة الموت، أم أنه سيعود الي إتفاق الإنسحاب الذي اخرج الدعم السريع من الخرطوم وينفذ ما عليه!! أم سيبرم اتفاقا جديدا بعدم شن هجمات جديدة، ام أن الجنرال يؤسس وعده على شفا جرفٍ هار كواحدة من الخطابات والوعود الزائفة التي “تعّود” عليها لسانه!!
فالمسيرات أصبحت خطرا جديدا يهدد حياة المواطنين ويقتل الرجال والنساء والأطفال فماهي خطة البرهان لحماية المواطنين!!
سيما أن الحرب ومنذ، بدايتها كشفت عن فشل القيادة العسكرية في حمايتهم!!
اما حديثه عن أنهم انتقلوا من نقطة الدفاع إلى الهجوم والذي أكد معه أن المقاتلين في كل مكان يصطفون لتحرير البلاد شبرا شبرا.
فمثل هذا الحديث تجاوزه المواطن الذي لا يفصل الآن بين عينه والأرض حاجز، فهو يرى أن ما تم أمس الأول هو هجوم من قبل قوات الدعم السريع، وليس العكس فالحديث عن المعارك العسكرية يختلف عن الحديث عن المعارك السياسية لأن الأخيرة تُفهم بالقول والوعد، والأولى تراقب الفعل الآني والمباشر.
والأسبوع الماضي ذكرنا أن الذي لم يحصل عليه الدعم السريع من خلال إتفاق الإنسحاب من الخرطوم ربما يعود ويأخذه عنوة، فاللعب بحياة المواطن على طاولة الإتفاقيات يضع طرفي الحرب في مواجهة المسئولية المباشرة من هذه الجرائم وينقل الحرب من إطار الصراع المحلي الي المربع الإقليمي الذي يجعل المشهد أكثر تعقيدا مما كان عليه
فهل قصدت الدعم السريع بهجماتها الأخيرة إرسال رسالة واضحة للجنرال ليلتزم بوعده ام أن أطماع الدعم السريع الملوح بإقامة وتشكيل حكومته، يريد فعلا أن تكون الخرطوم مقرا لها!!.
طيف أخير:
#لا_للحرب
كشفت صور اقمار صناعية نشرها مختبر الشؤون الإنسانية في جامعة بيل الأمريكية عن حصول قوات الدعم السريع على مسيرات متطورة تتواجد في مطار نيالا.!!
المرحلة الثانية للحرب المرحلة الثانية لقتل الأبرياء!!