هذه الحرب أشعلها الإسلاميين او جيش الإخوان بُغيت عودة وإستمرار تحالف الحركة الإسلامية و النخبة في السلطة ،لذلك الجيش عطل جميع منابر التفاوض بإيعاز من الإسلاميين في جدة وجنيف والإيقاد والمنامة لأن أي تفاوض لا يُلبي رغبات الإسلاميين او يجعلهم طرف أصيل في معادلة السلطة هو تفاوض مرفوض وغير مُرحب به بالمقابل قيادة الدعم السريع كانت متقدمة عسكرياً وتمد يدها بيضاء للتفاوض لأجل معاناة الشعب السوداني ومعالجة القضايا الإنسانية وعدم التنازل عن تطلعات الشعب السوداني وثورة ديسمبر المجيدة وغايتها في إعادة الإسلاميين للسجون مع عدم الإفلات من العقاب و معالجة مسببات الحروب السودانية وإلى الأبد مع تصميم عملية تفاوضية أساسها هو بناء وتأسيس دولة سودانية بأسس ومعايير تضعها في مصاف الدول المتقدمة .
ومنذ بداية الحرب كانت هناك سردية وضعت بعناية مفادهأ أن القضاء على الدعم السريع يحتاج إلى اسبوعين او ثلاث ولكن هذه السردية على الرغم من إبطالها من قبل شباب عزموا وصمموا لمواجهة حربهم المفروضة عليهم وخاضوها بكل ثبات وجسارة ،فكانت آكاذيبهم يمررونها حين غفلة الآخرين وإبتلاع الطُعم والإنسياق خلف القطيع وأصحاب الأقلام الصفراء .
إن مشروع إسقاط الوحدة وتقسيم هو ليس جديد فالمشروع استخدمته قيادة الحركة الإسلامية كخطة بديلة في حال ظهور منافس عسكري وسياسي قوي فعرابهم علي عثمان فعل ذلك في نيفاشا عند ما ظهرت الحركة الشعبية كمنافس سياسي وعسكري تحمل نظرية مشروع السودان الجديد الذي يُفضي إلى تحطيم الجمهورية الأولى التي نشأت بعد الإستقلال وهي ما زالت كسيحة وعرجاء عجزت عن المضي قُدماً بالسودان واحداً موحداً ، وهنا ما أشبه الليلة بالبارحة مع إختلاف الوسائل وثبات الأسلوب وبذات العقلية التي توارثت الخُبث والمُكر بإمتداد جيني مزيج بالخيابة والخيانة ولكن حتماً هذه المرة هي النهاية لأن موازين القوى العسكرية والسياسية قد توازنت وتفوقت تأسيس في ميادين النزال السياسي والعسكري فهي تسيطر على مساحة جغرافية أكبر وموارد أكثر وبها المخزون البشري المقاتل لذلك من الواجب أن يقبل كرتي الهزيمة ويقبل الواقع ويأمر جيشه بالذهاب للتفاوض بدل الهزيمة الخارجية القادمة والحكومة المدنية المرتقبة والتي قادرة على تغيير هذا الواقع المأزوم وإستبداله بواقع مشرق لهذا الشعب الصابر .
إن الخطة التي وضعتها الحركة الإسلامية لإبتلاع الدولة من جديد باتت مشروخة ولن تُجدي نفعاً لذلك يتسم خطابها الاخير بالإنحياز الواضح والصريح إلى مجموعة النهر والبحر والتي تدشن مشروعها القديم بفصل دارفور وكردفان وهؤلاء باتوا لا يمثلون إلا أنفسهم وحتى أهلنا في الشمال هم ضحايا هذه الطغمة الفاسدة ويحتاجون إلى تحريرهم وتخليصهم من هذه العصابة الغاصبة ،ولكن بواقع معطيات حرب أبريل وحكومة السلام التي تتشكل يصبح المشروع الوحدوي هو المطروح وأن تيارات الظلام والردة باتت جثة هامدة ولكن الإعتراف بالمرض هو أول طريق العلاج وبالتالي رؤية تأسيس تمثل إنفتاحاً كبيراً من اي رؤية مطروحة بالرغم من أن هناك أصوات سبقتها .
بقلم :-محمود مجدي موسى الجدي
الاثنين :-الموافق 2025/4/21م