بورتسودان: محمد اوهاج
اثار التصعيد الحالي في جنوب البحر الأحمر مع استمرار الضربات الأميركية التي تستهدف جماعة الحوثي في اليمن، هواجس سودانية، خوفا من ارتدادات ذلك على منطقة شرق السودان التي تتخذ الحكومة من بورتسودان فيها مقرا لها، وسط أوضاع أمنية هشة ربما تتحول إلى قنبلة موقوتة في وجه الجيش الذي سمح لمجموعات إثنية وقبلية بحمل السلاح دون ضوابط صارمة.
وعود جبريل لروسيا:
وأكد وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم خلال لقائه مع السفير الروسي في السودان أندريه تشيرنوفول أخيرا، دعم بلاده اللامحدود للاستثمارات الروسية بمختلف القطاعات واستعداد الحكومة لدراسة مقترحات استثمارية مقدمة من موسكو، بما يتناسب مع أولويات السودان في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار بعد الحرب.
وعود بقاعدة لموسكو على البحر الأحمر:
وترتبط التطورات العسكرية في السودان بالاتجاه نحو تقديم تسهيلات ملموسة تقود إلى تدشين قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر، جرى النقاش بشأنها في زيارة قام بها وزير الخارجية المُقال علي يوسف إلى موسكو خلال فبراير الماضي، في وقت زادت فيه الولايات المتحدة حضورها العسكري في المنطقة، وقامت بتثبيت حاملتي طائرات ضمن ترسانتها العسكرية في البحر الأحمر.
رفض شعبي:
وقد واجه التفكير في إقامة قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر اعتراضات من قوى مدنية ومكونات سياسية وقبلية في شرق السودان، ورفضا واضحا لتوظيف السودان في صراع أميركي – روسي إذا تم منح موسكو قاعدةً أو منح واشنطن تسهيلات.
مبررات
وقال المحلل السياسي السوداني نورالدين صلاح الدين إن الاعتماد على روسيا ضرورة للجيش بعد أن فقد جزءا من مخازن الأسلحة، وتدمير جزء من منظومة التصنيع الحربي، حيث كان السودان مصدرا للأسلحة الخفيفة والمدرعات، والتخريب جعل هناك دولة بحاجة إلى أسلحة وإمداد، مع وضع اقتصادي صعب قد يدفع إلى الاتجاه نحو روسيا لتعزيز الشراكة معها عبر الموافقة على إنشاء قاعدة مقابل الحصول على دعم.
ظهور تشكيلات عسكرية في الشرق
وذكر أن هذا التوجه قاد إلى تكوين تشكيلات عسكرية على أسس جهوية وقبلية، وظهرت تشكيلات مسلحة تتمتع باستقلال عن الجيش، مثل كتائب ولاية الجزيرة، والبراء، وما يسمى بالكتائب الثورية، وعالجت تلك السياسة الخطأ بأخطاء أكبر، ما يجعل الأوضاع في شرق السودان قابلة للانفجار.
ويطل إقليم شرق السودان على البحر الأحمر بمساحة طولها نحو 700 كيلومتر، ويضم مرافئ نفطية تشكل كنزا، في بؤرة الرغبة الأميركية في الهيمنة على البحار.