التهجير القسري سياسة تنتهجها النخبة الحاكمة في السودان لإفراغ أهم وأكبر المدن من المجموعات التي يمكن أن تنتفض مرة أخرى ضد النظام المُستبد ، وهناك أيضاً مصالح إقتصادية تتعلق بمنافسين تجاريين وعقارات سكنية وتجارية تقدر بأكثر من نحو ثلاثة مليون عقار على الأقل يمتلكها مواطنين من دارفور وكردفان في الجزيرة وسنار والخرطوم هذا على أقل تقدير ممكن ومقرات نموذجية وهناك أطراف ضالعة في هذا الفعل لنزع هذه الممتلكات بحجة أنهم حواضن إجتماعية للدعم السريع مما جعلهم يختارون الذبح كوسيلة فاعلة لترويع المدنيين حتى يحدث لهم نزوح جماعي قسري وفي مشروع النخبة وتنظيم الإخوان يسمى تهجير قسري لمجموعات غير مرغوب فيها عُرفوا بمناطق الحزام الأسود في العاصمة ، ولكن أن يفر مواطن من جيشه الذي من المفترض يكون قومياً بإعتباره مؤسسة دولة ولكن هذه الظاهرة كانت إستفتاء لوحشية وعنف كتائب الحركة الإسلامية التي لها دور كبير في معظم هذه القضايا .
إن قانون الوجه الغريبة الذي تم إصداره من قبل الجيش ومؤسساته الأمنية هو في الأساس قانون يستهدف مواطن معين على أساس اللون والعرق والجغرافية لذلك تمت تسميته وجوه غريبة والمعنى الحقيقي قانون تصفية الغرابة وإيعادهم ، وهذا للأسف أسوء قانون عنصري عرفته البشرية على الإطلاق ،ويصنفون هؤلاء المدنيين المنحدرين من أصول دارفور خاصة العربية منها بأنهم مطاردين لا مدنيين ، وهذا وصف يجيز لمشهد الذبح والتنكيل والانتهاكات والتشريد أن يجعل المواطنين من غرب السودان أن يتجهوا غرباً تاركين خلفهم تاريخهم الإجتماعي ومصالحهم الاقتصادية وأصولهم حتى المالية وهذا ما تقصده السلطة في الخرطوم ويعتبرون أن الخرطوم يجب أن تكون عاصمة البيض كما يُصدر لهم الوهم مؤسسات أمنية خفية تعمل على تفتيت وإختراق المكونات الإجتماعية وصناعة النزاع الأهلي وهندسة السيولة الأمنية بنظام معقد وشائك واهم من يظن أن الأحداث المتسارعة في دارفور وكردفان تحدث نتاج صدفة وأن بذور الفتنة التي وضعوها جنوا ثمارها في إنقسام مجتمعات دارفور ما بين مجموعات إفريقية وأخرى عربية وهذا ما فشلت فيها مؤسساتنا المدنية والاجتماعية والأهلية أن تضع ما يكفي من سياسات لمحاصرة هذه الإفرازات على الرغم من قناعتي بأنها باتت صعبة ومتجذرة لحد تحتاج إلى كل سوداني أن يُقدم سهم لأجل الوعي الجمعي الذي لوحده كافي إذا ما غابت كل الحلول .
إن تصريحات علي كرتي الأخيرة هي عنوان صغير لما قامت به الحركة الإسلامية وتُنوي فعلهِ بعد ما استغنت عن جنوبنا الحبيب الان تضع الخُطى لإبعاد دارفور وكردفان لذلك أستخدموا أساليب الرعب والتخويف في حربهم ضد الدعم السريع وغايتهم في ذلك هي تقسيم البلاد إلى عدة دول حتى لا يفقدوا السلطة إذا ما عجزوا عن نجاح مشروعهم في الإستمرار في حكم الدولة ، وهذا التنظيم سيحشد كا طاقاته وإمكانياته وعناصره في حربهم الوجودية وهم يدركون أن خسارة هذه الحرب هي بمثابة مسمار في خاصرة التنظيم العالمي للإخوان لذلك سيرى السودانيين والعالم أجمع أسوء نماذج العنف والانتهاكات ضد الإنسانية لذلك لا سبيل إلا بتصفير إمكانية الحركة الإسلامية وضرب مؤسساتها الأمنية ومن ثم بناء مؤسسات عسكرية مهنية قومية تحت سلطة مدنية تُراقب هذه المؤسسات وتضع لها القوانين والآليات حتى لا تنحرف عن مسارها ومهامها الوطنية الخالدة .
بالطبع استخدمت الحركة الإسلامية وسائل متعددة منها التهجير بالضغط او الاعتقال او بممارسة الإبادة الجماعية والقتل الممنهج لأجل الإنفراد ببيئة مركز القرار في المركز ، ولكن طالما تمكنت هذه الشعوب من النجاة والبقاء في أرضها تصبح العودة إلى الخرطوم هي شغلهم الشاغل ولابد من ذلك وتوجيه ضربة قاضية وسيذكر التاريخ ذلك ذات يوم هذه الحرب ليست كسابقتها ولأول مرة تشهد البلاد حرب بهذا الشمول والإرادة نحو التأسيس والبناء وأول مرة تجد تحالف سياسي سوداني يطرح بشجاعة قضايا تأسيس الدولة السودانية وعزمهم على تجاوز عِلل وأمراض الدولة المورثة وهيكلها المختل عضوياً وإجتماعياً.
بقلم :-محمود مجدي موسى الجدي
الأحد :-الموافق 2025/4/20 م