علي موسى بيتر – لقاوة
في الاثنين، 17 مارس 2024، نظّمت منظمة جسور الخير للإغاثة والتنمية ملتقى التعايش السلمي لمكونات محلية لقاوة، برعاية القائد عبدالرحيم حمدان دقلو، قائد ثاني قوات الدعم السريع. وشرف الملتقى حضورٌ نوعيٌ من قيادات الإدارة الأهلية، العُمد، السلاطين، شيوخ القرى والبادية، بالإضافة إلى الشباب والمرأة، في مشهد يعكس أهمية تعزيز ثقافة التعايش والسلام في المنطقة.
السلام الاجتماعي وأثره في البناء المجتمعي
افتُتح الملتقى بمحاضرة قدمها الدكتور// إبراهيم آدم حامد تحت عنوان:
“السلام الاجتماعي والتعايش السلمي وأثره في البناء الاجتماعي” حيث تناول أبرز أسباب النزاعات، وعلى رأسها الحرمان من السلطة والثروة، والصراع حول الموارد الطبيعية. كما قدّم آليات لحل النزاعات، مع التركيز على دور الجودية بأنواعها المختلفة، سواء كانت شعبية، أو خاصة بالنخب المتعلمة.
وأكد الدكتور إبراهيم أن تحقيق التعايش السلمي يتطلب:
تعزيز التآخي والتصاهر بين المكونات المجتمعية.
تبادل الهدايا لترسيخ روح الود.
الابتعاد عن العصبيات القبلية والتفاخر بالأنساب.
إعادة إحياء الاحتفالات الشعبية مثل العرضة والسبر لتعزيز التلاحم الاجتماعي والحد من خطاب الكراهية.
رسائل من القلب لتعزيز التعايش
ألقى الناظر //الصادق الحريكة كلمة مؤثرة، وصف فيها الملتقى بأنه بمثابة “رمي حجر في البئر الساكنة”، حيث حرّك نقاشات مجتمعية عميقة ستؤدي إلى نتائج إيجابية في المستقبل. وأكد أن غياب الحوار يفتح الباب أمام العنف، بينما يمنحنا النقاش فرصة لفهم مشاكل بعضنا البعض والوصول إلى حلول حقيقية.
وأشار الناظر الصادق إلى أن التعايش السلمي ليس خيارًا، بل ضرورة ملحّة، مشددًا على أهمية القبول بالآخر والاعتراف المتبادل بالحقوق، مما يعزز وحدة المجتمع ويضع حدًا للنزاعات والصراعات.
كما استعرض الناظر العلاقات التاريخية بين مختلف المكونات القبلية في المنطقة، مسلطًا الضوء على نماذج ناجحة من التعايش بين المسيرية والنوبة حيث تطورت العلاقة بين المسيربة وابوجنوك إلى درجة حصر جرائم القتل داخل الأسرة الصغيرة بدلاً من أن تتحول إلى صراعات قبلية.
وأشار إلى الأسواق المشتركة بين المسيرية والنوبة الكاشا والفرسان جنوب مثل “أم جمينا وسوق الحجر”, التي لعبت دورًا محوريًا في توطيد الروابط الاجتماعية والاقتصادية.
أما فيما يتعلق بالعلاقة مع الداجو، فقد أكد الناظر أن الجهود متواصلة لتحقيق اندماج كامل، حيث تعمل اللجان المشتركة حاليًا على إعادة النازحين من أبو اللكري إلى قراهم الأصلية في جبني وبردي، مع الإيمان الراسخ بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات، بعيدًا عن العنف والتوترات.
واختتم كلمته بتأكيده على أن لقاوة للجميع، مشددًا على أن أي قبيلة بمفردها لا تستطيع أن تعمّر المنطقة، وأن التنوع مصدر قوة وليس ضعفًا، مما يتطلب تجاوز الخلافات، ونبذ خطاب الكراهية، والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل.
خلص المشاركون إلى جملة من التوصيات والمخرجات المهمة، أبرزها:
- عقد مؤتمر جامع يضم جميع مكونات مجتمع لقاوة لتعزيز التعايش السلمي.
- محاربة الظواهر السالبة التي تغذيها الجماعات الإجرامية والمتفلتون.
- إعادة بناء العلاقات الاجتماعية بين مختلف القبائل لضمان استقرار المنطقة.
إشادة وتقدير
تثمّن منظمة جسور الخير للإغاثة والتنمية الدور الكبير الذي قام به القائد //عبدالرحيم حمدان دقلو في دعم هذا الملتقى، حيث أسهمت رعايته في إنجاح المبادرة وتعزيز الحوار المجتمعي البناء. ونناشده بمواصلة دعمه لهذه المبادرات المجتمعية الرائدة، التي وجدت رضا واستحسان الجميع، باعتبارها خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والتماسك الاجتماعي في المنطقة.
ويشيد المجتمع المحلي بهذا التوجه الجديد للقائد /عبدالرحيم دقلو والذي يعكس اهتمامه الفعلي بتحقيق السلام وتعزيز التعايش السلمي بين مكونات المجتمع.
تحياتي
علي موسى بيتر – لقاوة