الأحد 2025/03/09
جيش البرهان قد يجد نفسه أمام خيار القبول بالمبادرات الهادفة لتحريك المفاوضات حتى وإن كان يرفضها أو يخطط لإفشالها، والهدف منع الظهور في صورة الطرف المعزول وتجنب انفتاح الدوائر الخارجية على مخرجات لقاء نيروبي الذي جمع خصوم البرهان وأسّس لمرحلة جديدة قد تنتهي بتشكيل حكومة موازية.
ذعر في بورتسودان من تكوين حكومة للسلام:
ويرتبط تغير الموقف السوداني بضغوط غير مباشرة تمارسها قوى وقّعت على ميثاق سياسي في نيروبي مؤخرا، وأعلنت عمّا أسمته بدستور البلاد وتنوي إعلان تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات السريع. ويؤكد هذا التطور أن الحكومة السودانية التي تمارس مهام عملها من ولاية بورتسودان قد تجد نفسها محاصرة سياسيا من اتجاهات مختلفة، ما يدفعها نحو اتخاذ خطوات للوراء لتبدو أكثر قدرة على التعامل مع التحولات الجديدة.
انفتاحا على جهود بريطانية:
وقال مراقبون أن أبدى قائد الجيش عبدالفتاح البرهان انفتاحا على جهود بريطانية، قد تعزز الجهود الإنسانية وحماية المدنيين، في موقف مغاير لما عبّر عنه حينما تقدمت لندن بمشروع قرار إلى مجلس الأمن هدف إلى حماية المدنيين وجرت عرقلته بفيتو من روسيا، دعّمته الحكومة السودانية. ويشير ترحيب البرهان بعقد مؤتمر إنساني في لندن إلى أن توالي الضغوط السياسية التي تمارسها أطراف مختلفة لوقف الحرب يمكن أن تأتي بثمارها هذه المرة.
بريطانيا مع سودان موحد:
وأكدت المدير العام لشؤون أفريقيا بوزارة الخارجية والتنمية البريطانية هارييت ماثيوز على دعم بلادها للسلام في السودان، وأن بلادها ستساهم بشكل كبير في ضمان أي خطوات نحو تحقيق السلام، وعبّرت عن قلقها من تشكيل حكومة موازية، لأن تحقيق سلام دائم في السودان يجب أن يضمن الوحدة وسلامة الأراضي السودانية.
مؤتمر لندن الإنساني:
وأعتبر مراقب سياسي: أن لقاء البرهان بالمدير العام لشؤون أفريقيا بوزارة الخارجية والتنمية البريطانية هارييت ماثيوز بحضور المبعوث الخاص للمملكة المتحدة إلى السودان ريتشارد كراودر، وناقش معهما جهود تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق السلام وإنهاء الحرب، ومشاركة السودان في مؤتمر تستضيفه لندن منتصف أبريل المقبل لدعم إجراءات حماية المدنيين وإيصال المساعدات لمستحقيها.
تعرية الإسلاميين:
محمد خليفة صديق المختص في الشؤون الافريقية أن الضغوط التي تمارس على الجيش وبينها ما يرتبط بالتخلي عن الإسلاميين الذين يتحالف معهم في الحرب، سوف تؤدي إلى مواجهة مأزق حول كيفية فك الارتباط معهم، وما يعكسه ذلك على الموقف العسكري.وثمة قناعة لدى دوائر سودانية أن المضي باتجاه الحسم العسكري وتجاهل ما يتم عرضه من مبادرات سوف يخدم الإسلاميين فقط.