الصحفي المصري المعروف محمود عمارة وهو كاتب راتب بصحيفة يومية يكتب بكل (بجاحة) محرضا (السيسي) بتأسيس شركة مساهمة عامة لشراء (عشرة مليون فدان) من الأراضي السودانية محددا حتي السعر ب (١٥٠ مليار جنيه مصري) ومعللا ذلك بالانفجار المطرد للسكان بمصر والذي سيصل الي (مائة وستون مليون) خلال العشرة سنوات القادمة مع شح المياه بسبب سد النهضة واحتياج مصر للمياه ويعترف بان مصر تشتري قمح ب (١٥ مليار) سنويا بمعني ان هذا المبلغ (التافه) سيعود لمصر خلال عشر سنوات ويرتفع تدريجيا مع إضافة سلع اخري يتم استيرادها الي (١٠٠ مليار) بمعني ان مصر يمكنها استرداد هذا في عام ونصف حسب حساباته الموضوعية..
ولم يكتف الكاتب المصري وأحد المفكرين والمستشارين الاقتصاديين بمقترحه للرئيس السيسي والذي يقول بانه تفكير جمعي لكل الشعب المصري (معترفا) بأن العالم كله يتجه للسودان لتامين غذائه اليوم ولم يكتف بذلك فقط، بل قدم اساءات غير مقبولة للسودانيين بان السودان الموجود حاليا لن يكون له وجود في المستقبل القريب والخطوات متسارعة وسيباع لروسيا والصين ودول الخليج وأن مصر (أحق) منهم جميعا مذكرا بان السودان اساسا كان يتبع لمصر وان هناك حق تاريخي لمصر في أراضيه.
والتخوف ليس مما قاله هذا الكاتب الذي يتحدث بهوى مصر، ولكن الخوف وكل الخوف من الحالم الثاني البرهان والمجموعة التي خلفه والتي يمكنها فعل كل شيء للإستمرار على سدة الحكم خاصة أن مصر قد دعمتهم بلا حدود خلال حربهم الجارية وأنهم لن يرفضوا (الطلب) المصري في ظل (الانبطاح) الواضح لهم باعتبارها الدولة الأولى الداعمة لذلك الانقلاب مع تخوفنا أن يكون المدخل لتسليم تلك الأراضي لها إعادة إعمار ما دمرته الحرب ليكون قول حقا أريد به باطل.
ولن نعيد شريط الصراع الذي ما زال يدور حول حلايب وشلاتين وبعض المناطق التي توغلت فيها مصر على حدودنا الشمالية ونحن في غمرة صراعنا الداخلي الأناني حول التسلط والنفوذ والثروة ونأمل ان تكون تلك الرسالة جرس إنذار لكل سوداني غيور على البلاد ووحدة اراضيها ونجلس قبل فوات الأوان للنظر في مصلحة مستقبل الوطن الذي على ما يبدو قد بدأ يضيع من أيدينا وإيقاف هذا الصراع العبثي واعادة الديمقراطية والحكم المدني الذي سيقف بكل تأكيد في وجه كل طامع في (شبر واحد) من هذه الأرض الطيبة..
ويبقي السودان حرا مستقلا مهما تكالبت عليه المصائب من الطامعين من أبنائه والمتربصين له في دول الجوار.
ويجب أن تظل الثورة مستمرة لإيقاف هذا العبث ..
وأن تظل راية القصاص مرفوعة في وجه كل من اجرم في حق الوطن ..
والرحمة والخلود لشهدائنا ..