يهل علينا -بإذن الله- شهر رمضان المعظم وأبناء الوطن مشردون هائمون في معسكرات اللجوء والنزوح حول العالم بينما المغلوبين علي أمرهم في الداخل يرزحون تحت نيران المعارك المستمر بين طرفي النزاع بينما تستعد الحركة الإسلامية وفلول النظام السابق واللجنة الانقلابية لاستغلال هذه السانحة الدينية بافطاراتهم الرمضانية الفخيمة للتبشير بنهاية هذا الجحيم كما ظلوا يفعلون منذ انقلابهم المشؤوم ، فهو لديهم الشهر الذي يبثون من خلاله رسائلهم المسمومة بدلاً من الإبتهال لله عز وجل أن يحفظ هؤلاء الغلابة الذين لا حول لهم ولاقوة امام هذا الجبروت.
ولم نكن ننتظر من الحكومة الانقلابية الواقعة تحت يد تلك الزمرة التي لا علاقة لها بالدين أو الرحمة أو قداسة الشهر، والذي ظلوا يفعلون فيه كل الموبقات دون إكتراث من فض لاعتصام القيادة العامة والذي تم فيه قتل شباب أبرياء عزل بدم بارد وإشعال هذه الحرب الملعونة والتي أدخلت البلاد في متاهات لن يستطيع الخروج منها لعشرات السنين.
لم نكن نتوقع من تلك المجموعة التي لا علاقة روحية لها بهذا الشهر إعلان بوقف (للقتال) ليس احتراماً لهذا الشهر العظيم فحسب، بل حتى يتنفس المساكين المغلوبين الصعداء ولو لفترة وجيزة او اصدار قرار بمنع تلك الافطارات الفخيمة في أضعف الإيمان والتي تتخذ كمنابر لبث مزيدا من السموم وتحويل الأموال البذخية التي تصرف عليها للمطابخ الجماعية التي يقيمها شباب المقاومة بامكانيات اقل ما توصف بالمعدومة
طرفي النزاع اللذان اغلقا آذانهم عن كل النداءات الدولية وآخرها حديث ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن الذي قال فيه بانه لا يمكن السماح بأن يصبح السودان مجددا بيئة للإرهاب مشيرا إلى أن الحرب الدائرة هناك كارثية وحذّر من أن التصعيد المتوقع خلال هذا الشهر.
كما اكدت المندوبة البريطانية باربارا وودوارد بان أطراف الصراع في السودان يمكنهم الاستفادة من الأجواء الروحانية لهذا الشهر باتخاذ تدابير خلاله لإنهاء معاناة المدنيين، ولكن الواضح حتى الآن بان طرفي النزاع سيضربون بكافة هذه النداءات التي هي من دول لا تعرف رحمة الدين الإسلامي الحنيف ويستعدان لاستغلال هذا الشهر ليكون الاعنف ولا يسعنا الا ان نقول: “كان الله في عون غلابة الوطن وان يقيهم شر القتلة الجنجويد والمجرمين الكيزان قادر ياكريم”
وستظل ثورتتا التي تدعوا للسلام والمحبة مستمرة ..
ونسأل الله أن ينزل على الطرفين قصاصه العادل
وان يرحم شهداءنا ببركة هذا الشهر الكريم ..
الجريدة





