في الوقت الذي تستجدي فيه حكومة برتكوز الإنقلابية الدول الأفريقية لاعادتها للحضن الافريقي تتصاعد في ذات الوقت حدة خلافاتها مع تلك الدول فبعد مجزرة كمبو الجزيرة وردود الفعل العنيفة من دولة جنوب السودان والمناوشات مع حكومة أوغندا التي أدت الي توتر العلاقات ثم دعمها الواضح لمصر في قضية سد النهضة الأمر أعاد التوتر بينها وإثيوبيا بالإضافة لمواقفها من الحكومة التشادية والليبية وحتى جنوب أفريقيا وهي أقوى الدول الأفريقية اقتصاداً وغيرها من الدول الأفريقية التي لم تظهر صراعاتها معها للسطح وأخيراً إنفجار العلاقة بينها وبين الحكومة الكينية على خلفية إستضافها لإجتماع بعض القوى السياسية وتوقيع ميثاق تأسيسي يستهدف تشكيل حكومة موازية وتوعدت بإتخاذ إجراءات (إقتصادية) ضدها فلم تجد مايربطها إقتصادياً بها سوى وقف إستيراد الشاي ..
والمجموعة الانقلابية المعزولة التي تحلم (بتغير الاحوال والظروف وضرورة اسكات الخروف) بعد تولي وزير الخارجية الجيبوتي السابق رئاسة مفوضية الإتحاد الأفريقي وتتوقع أن يسهم وجوده في أن تبتلع كل الدول الأفريقية مراراتها القديمة وكلمتها التي تواثقت عليها بأن لا عودة للسودان للحضن الأفريقي دون إعادة الديمقراطية والحكومة المدنية وظن حكومتهم ان تلك الدول ربما تخاف وترتعد من (مقاطعة الشاي) وترفع تجميد عضويتهم بالمنظمة القارية مع وعدهم بانهم سيعملون علي إصلاح المنظمة الافريقية (الخربانه) بعد مواقفهم العدائية لانقلابهم الابيض .
والافتراض بأن كينيا بإحتضانها الإجتماع التأسيسي لبعض القوى السياسية هي وحدها من يدعم المناوئين للإنقلاب الكيزاني وتعمل على إستنساخ حكومة مدنية هو إستنتاج فكل دول العالم ماعدا (مصر وايران وروسيا) لها موقف أو آخر ضد ذلك الإنقلاب وأن مايجري في كينيا عبارة عن تخطيط دولي يرمي للضغط على الحكومة الإنقلابية لقبول الدخول في مفاوضات جادة لإيقاف الحرب وإعادة الدولة المدنية بعد تعنتها ومراوغتها بالجلوس في كافة المنابر التي تم طرحها مع سخريتها وإستهزاءها بكافة القوى المدنية التي قدمت دعوة لوقف الحرب .
(والجقلبة) البرتكوزية تأتي من علمها اليقين بأن المجتمع الدولي والعديد من الدول الافريقية سيتجهون للتعاون مع الحكومة الإفتراضية الجديدة والتي ستكون أكثر ليناً وتفهماً من الحكومة الإنقلابية المتعنتة والتي تصر على إستمرار الحرب دون فتح نوافذ أو التفكير حتى في إيقافها وترفض في ذات الوقت التعاون في إيصال المساعدات الدولية للمحتاجين لها في بعض المناطق .
وان لم تعد الحكومة الإنقلابية في بورتكوز ترتيب حساباتها وتسارع بالإنفتاح على المجتمع الدولي ودول الجوار الأفريقي وتعيد رسم وتفهم علاقاتها مع العالم بشفافية والدخول في حوارات منطقية وشفافة والقبول حتي ولو بانصاف الحلول المطروحة وإلا تتصور بان سعيها لتنفيذ الخطة الإنتحارية بفصل صداع الغرب لتنفرد بحكم الشرق والشمال سينجح فهي واهمة وحتى لو نجح لفترة قصيرة فإنها ستدخل خلال تلك الفترة في عزلة وملاحقة دولية وتسقط في ختام المطاف كما سقطت الدكتاتورية العسكرية التي سبقتهم ولكن بعد أن يتذوق الشعب القهر والذل والإهانة ولكنها ثمن رخيص في سبيل السودان الجديد ..
وراية الثورة لن تسقط أبداً
والمحاسبة والقصاص لن يسقط بالتقادم ..
والرحمة والخلود لشهدائنا ..
الجريدة