نيروبي: إبراهيم يوسف
هناك لحظات تحبس الانفاس وترتفع معها دقات القلوب إنها اللحظات التي تحسم الماضي بظلامه الدامس والحاضر بضوء شمسه الساطعة.
انها لحظة الحقيقة.. لحظة استذكار الشهداء الأبرار الذين روا بدمائهم الأرض الذكية فاتحين لنا ولأجيالنا أبواب الحرية والانعتاق من الباغي الظالم المستبد.
اليوم 18 فبراير 2025 م – يوم للتاريخ وميلاد استقلالنا الثاني وضربة البداية للجمهورية السودانية الثانية.
اليوم يتوافد نحو العاصمة الكينية نيروبي شعوب تمثل الأمة السودانية من إدارات أهلية وطوائف دينية ومذهبية وكيانات سياسية وقوى مدنية واحراب سياسية وتنظيمات شباب ومهنيين وعمال وزراع.
يتوافدون ويحدوهم الأمل لوضع بداية لدولة العدالة والنزاهة والمساواة ودق مسمار آخري في نعش دولة الفواجع التاريخية.
تشكيل حكومة في الأراضي المحررة من عصابة دولة 56 ، أولى مهامها تشمل تقديم الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم واستخراج الأوراق الثبوتية، وتنظيم التجارة العابرة للحدود، وحماية المدنيين في مناطق سيطرة (قوات الدعم السريع) بهدف نزع الشرعية عن حكومة الفلول المقيمة في بورتسودان.
هذه اللحظة تمثل الحدث الأعظم الذي فيه تتحقق امنيات الشهداء الذين وقفوا اطواد شامخة من أجل هذا اليوم المنتظر وهم يمنون النفس بوطن حر وقوي ومتقدم تسوده وتصونه العدالة والإنسانية .