وكالات: RMC
هناك معلومات ضرورية لفهم خطاب البرهان من بورتسودان، الذي هاجم فيه المؤتمر الوطني. أول هذه المعلومات تتعلق بالقوى الإقليمية الداعمة للبرهان. فقد استلم البرهان خلال الأسبوعين الماضيين ثلاث رسائل من مصر والسعودية وإسرائيل بنفس المحتوى، وهو التحذير من النشاط المتعاظم لميليشيات الإسلامويين، بما في ذلك القاعدة وداعش.
استغلال داعش والقاعدة لفوضى الاستنفار:
وبحسب معلومات هذه الدول الثلاث، فإن داعش والقاعدة تستغلان فوضى الاستنفار وتوزيع السلاح العشوائي لتدريب وتسليح عناصرهما، ومن ثم الانقلاب على طرفي الحرب الرئيسيين (الجيش والدعم السريع) والاستقلال بمنطقة معينة على تخومهما وإقامة إمارتين بالغتي التطرف.
فضلًا عن أن ميليشيات الكيزان مثل البراء والبرق الخاطف، وبعلاقتهما بإيران وتركيا، تمكنت من حيازة كمية من الأسلحة والمسيّرات النوعية، فإذا استمر تدفق هذه الأسلحة عليها، فسيكون من الصعب مستقبلًا السيطرة عليها.
تحذيرات من ثلاث دول:
وحذرت الدول الثلاث البرهان بأن الإدارة الأميركية الجديدة – إدارة ترامب – أقل احتمالا وأقل صبرًا تجاه الميليشيات الإسلاموية، فإما أن يتخذ البرهان إجراءات عملية ضد هذه الميليشيات، وإما عليه أن يتوقع عواقب جدية من إدارة ترامب.
استخدام البرهان للأسلحة الكيمائية:
أما المعلومات الداخلية فلها خصوصيتها، لكنها مرتبطة أيضًا بالتطورات الخارجية؛ وأهم هذه المعلومات ذات شقين، الشق الأول: استخدام الجيش للأسلحة الكيميائية ضد الدعم السريع في منطقتين. وقد تمكنت أجهزة استخباراتية غربية من التوثيق الكامل لواقعتي الاستخدام، بما في ذلك أخذ صور وشهادات ضباط وجنود من القوات المسلحة نفسها أصيبوا في الواقعتين كأضرار جانبية (Collateral Damage).
تصفيات المدنيين:
الشق الثاني: أن هناك عمليات تصفية واسعة جدًا للمدنيين في المناطق التي سيطر عليها الجيش مؤخرًا، خصوصًا في أم روابة والعاصمة. وهي عمليات قتل أوسع كثيرًا مما يتخيل أي سوداني بريء. تقدر عمليات القتل هذه بحوالي ألفي عملية قتل في العاصمة وأم روابة. ونفذت هذه التصفيات ميليشيات البراء والبرق الخاطف وقوات العمل الخاص (جهاز أمن مفضل)، إضافةً إلى وحدات الاستخبارات العسكرية.
جرائم لا يمكن اخفائها:
ويعرف البرهان يقينًا، كما يعرف داعموه الإقليميون، أن هذه الجرائم الواسعة لا يمكن إخفاؤها لفترة طويلة، بل إنه منذ الآن بدأ يتسرب مداها الواسع جدًا، وتتجمع الأدلة عليها. وهي جرائم، مهما كان التعاطف مع البرهان، وبسبب فداحتها ووحشيتها البالغتين، لا يمكن التغاضي عنها.
ولفت داعمو البرهان إلى حقيقة أن الغرب لم يصعد بعد أي حملة إعلامية/دبلوماسية، لا على استخدام السلاح الكيميائي، ولا على حملات القتل خارج القانون، رغم أنها اتخذت شكلًا داعشيًا واضحًا: من جز الرقاب وبقر البطون وأكل الأكباد.