سَمِعنا في التاريخ أن الجنرالات والقادة العِظام في المعارك ممكن أن يُقتلوا ،فقد قُتل قائد جيوش دول المِحور الجنرال “روميل”المُلقب بثعلب الصحراء في معركة العلمين،أو يُهزموا وقد إعتراف الرئيس عبدالناصر بالهزيمة في حرب العبور الشهيرة،أو ينتحروا كما فعلها الجنرال “هتلر”،كما قُتل غردون باشا الضابط البريطاني العظيم في الخرطوم بأيادي رجال المهدي،ولم نسمع به هرب.
عبر التاريخ لم ترد سيرة لقائد عسكري هرب من الميدان أو جنرال عسكري وضابط عظيم وقائد عام للجيش،نصب نفسه في غفلة من الزمان رئيس مجلس سيادة لدولة ، وأشعل حرب شعوا ثم هرب من قيادة جيشه وعاصمته السياسية مهرولاً خائفاً الى أقصى أطراف البلاد إلاَّ المدعو “عبدالفتاح البرهان”،الذي سجل إسمه في موسوعة غينيس أنه أول جنرال هارب جبان.
هروب البرهان جاء بعد الموقف المُخذي الذي إتخذه ،حيث إختفى ومعه شركاءه المدبرين للحرب والمخططين لها في الساعات الأولى لإعلانها،ومكث في مخبأه أكثر من أربعة أشهر ،ومن ثم خرج مهرولاً نحو بورتسودان تاركا خلفه عدد مهول من الضباط العظام أسرى وبعضهم شكل هروب إقتداءاً بالبرهان كنموذج أمامهم.
السؤال الذي يطرح نفسه:لماذا البرهان هذة الأيام يُبالغ في صناعة وهم الإنتصارات المُزيفه وهو يعلم بأنه رغم إستخدامه للعُنف المُفرط والممنهجة إلا أنه لا و لم ولن يستطع هزيمة قوات الدعم السريع في أي موقع إدعى إستلامه إبتداءاً من إكذوبة الإذاعة،وجبل مويه والدندر ومدني والحصاحيصا ومدنيو المصفاه و بحري وأم روابه ،بل أن الحقيقة الثابته في كل التفاصيل هي تنكيل جيش البرهان بالمواطن الغلبان والعمل على قتل الأهالي والتمثيل بجثثهم وبقر بطونهم واغتصاب حرائرهم على الملأ،وكأنه يقول لهم البرهان(انا جنرال هارب جبان وقاتل للشعب كمان).
ولنا عودة بإذن الله
الإثنيين،٣فبراير/٢٠٢٥م فاطمة لقاوة