أعربت قوات الدعم السريع عن ترحيبها بالمبادرات والمقترحات التي قدمتها القوى المدنية، والتي تهدف إلى تشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها. يأتي هذا الترحيب في إطار سعي القوات لتقديم خدمات أفضل للمواطنين، مما يعكس التزامها بتحسين الأوضاع المعيشية في تلك المناطق. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود أوسع لتعزيز الاستقرار وتلبية احتياجات السكان المحليين.
في سياق متصل، أكدت قوات الدعم السريع أنها ستعمل على معالجة مشكلة الأوراق الثبوتية للمواطنين في المناطق التي تسيطر عليها، وذلك في حال تم تشكيل حكومة جديدة في المستقبل القريب. هذه الخطوة تعكس حرص القوات على تسهيل الإجراءات الإدارية وتقديم الدعم اللازم للمواطنين، مما يسهم في تعزيز الثقة بين القوات والمجتمع المحلي. كما أن هذه المبادرة تأتي في وقت حساس حيث يسعى الجميع إلى تحقيق الاستقرار والتنمية.
من جهة أخرى، حصلت الحكومة في مناطق الدعم السريع على تأييد من قوى مدنية وبعض الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاق سلام جوبا، مما يعكس تزايد الدعم للمساعي الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار. ومع ذلك، فقد شهدت بداية ديسمبر الحالي رفض القوى المدنية الديمقراطية لمقترح “تقدم” الذي قدمته الجبهة الثورية، والذي كان يهدف إلى إنشاء حكومة موازية لحكومة بورتسودان في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. هذا الرفض يعكس التحديات التي تواجهها القوى المدنية في توحيد الجهود نحو تشكيل حكومة شاملة.
قال المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع، محمد المختار، في تصريح لـ (التغيير): “إذا تم تشكيل حكومة في المناطق التي نسيطر عليها، فسنقوم بمعالجة جميع المشاكل التي يواجهها المواطنون والذين يحرمون من حقوقهم في التعليم والصحة والمستندات الرسمية”. وأضاف: “هذه الحقوق ثابتة ومحمية بموجب الدستور والقوانين، لكن البرهان وفريقه في بورتسودان قضوا على أي شكل من أشكال الدولة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع”.
واتهم المختار “البرهان ومجموعته” بتقسيم السودان عن طريق حرمان المواطنين من الوثائق والأوراق الرسمية والإجراءات المصرفية من خلال إصدار عملة في مناطق محددة. يشكل تأسيس أي حكومة جديدة لإدارة تلك المناطق تحديًا للحكومة المعترف بها دوليًا، التي يديرها الجيش، والتي اضطرت لمغادرة الخرطوم في العام الماضي وتعمل الآن من ولاية البحر الأحمر في بورتسودان.
ذكر مستشار قائد الدعم السريع أن مجموعة بورتسودان وافقت على أن تكون في (30%) من مساحة دولة السودان لممارسة سلطاتها بعيدًا عن (70%) من الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. يشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 زيادة ملحوظة في أعمال العنف، نتيجة لاندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث بدأ النزاع في العاصمة الخرطوم ثم انتقل إلى ولايات أخرى مثل دارفور وكردفان والجزيرة. أدت الحرب المستمرة إلى وفاة عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح الملايين داخل السودان وخارجه، مما تسبب في واحدة من أعمق الأزمات الإنسانية في تاريخ البلاد.