علي أحمد
حين أرسل لي أحدهم ما سماه “تعقيبًا صوتيًا” للكوزة القيادية في حزب المؤتمر الوطني المحلول، المُلتاثة بالعنصرية حد الجنون، المدعوة “حياة عبد الملك”، على ما ورد في لقاء رئيس حزب المؤتمر الشعبي، علي الحاج محمد، بقناة الجزيرة مباشر، لم أكن أتوقع أن تصل بها العنصرية إلى هذا الحد من السفالة والتوحش. وإن كنت أعرف أنها كذلك، إلا أنني كنت أظنها أقل قذارة وعهرًا!
لم يقل علي الحاج في الحوار سوى حقيقة أن حرب 15 أبريل قد أشعلها الكيزان، وأنه كان شاهدًا على فصول الإعداد لها من داخل سجن كوبر. لكن “حياة عبد الملك” تركت ما قاله الرجل وانهالت عليه شتمًا، وطفقت تنتقص من بعض القبائل السودانية العريقة كالفلاتة، والبرنو، والبرقو. لم تترك انتقاصًا أو مسبة إلا وصمتهم بها. ثم ما لبثت أن خلعت ثوب القيادية الإسلامية وارتدت ثوب “القونات”، وتحولت من حياة عبد الملك إلى (حياة الجبل)، واصفة إياه بأنه “برناوي جاء السودان لبيع الكحل”، وأن الحركة الإسلامية هي التي جعلت منه رمزًا ووزيرًا وسياسيًا شهيرًا، وكأن حركتها التي دمرت بلادنا بإمكانها أن تلتقط عشوائيًا كيفما اتفق، من الشارع وتجعله رمزًا سياسيًا.
بالطبع أن ذلك، بحسب حديثها، يتم بفضل أبناء نهر النيل والشمالية، قادة الحركة الإسلامية، الذين يلتقطون المشردين وقليلي الأصل من أغبياء الغرب والشرق والإنقسنا وجبال النوبة من وديان وسهول وهضاب وغابات البلاد، ثم “ينفضونهم” ويزوجونهم بنساء شماليات جميلات حد الدهشة، تمامًا مثل جمال “حياة عبد الملك” – تأمل الصورة وأشكر الخالق!
عندما أكملت الاستماع إلى التسجيل، تيقنت بأن الحرب الدائرة المدمرة في بلادنا ليست كافية، وأن الكيزان يستحقون تجربة حرب ضد “كيم أون جونغ” وليست ضد “محمد حمدان دقلو”. فهذه الزبالة الكيزانية البشرية ميؤوس منها، ولا تستحق العيش على ظهر هذا الكوكب. فمن وصفته حياة عبد الملك بالبرناوي بائع “الكُحل”، وأوعزت بأن قومها الكيزان أصحاب العرق الأبيض – تأمل صورتها مرة أخرى يا رعاك الله – هم من التقطوه من بؤسه و(أجنبيته) وجعلوا منه آدمياً يمشي على قدمين، يأكل الطعام باليدين، ويتولى المناصب العامة. وزعمت أن حركتها الإسلامية أخرجته من الظلمات إلى النور، وأخذته من أصله (الوضيع!) فزوجته بامرأة شمالية (صفراء) تسر الناظرين، مثل بقرة بني إسرائيل – يا سبحان الله- وكأن الشماليات السوداوات أصبحن بين ليلة وضحاها صفراوات كاليابانيات والصينيات والكوريات – أو بيضاوات كالأسكندنافيات والألمانيات والأيرلنديات، أو سمراوات كالعربيات والهنديات – فارتفع علي الحاج درجة من برناوي أسود إلى (شمالي) أبيض بمصاهرته لهم!
كيف يمكننا يا الله إثبات انتماء حياة عبد الملك إلى الأنجلو ساكسون؟ أو كيف يمكننا إقناعها بأنها لا تملك White Ass، وأن عليها أن تنظر إلى مؤخرتها السوداء في المرآة حتى تعرف حقيقة أصلها لو أن هذا هو الذي يهمها؟ أو فإني أنصحها بالذهاب إلى رجل أنجلو ساكسوني في لندن، حيث تقيم، لا يظلم عنده أحد، يمتلك عيادة في شارع “هارلي ستريت”، متخصص في فحص الحمض النووي DNA. وأجزم مقدمًا أن أصلها لن يخرج من: الفلاتة، البرنو، والبرقو، وهم أفاضل الناس وأكثريتهم في بلادنا، يشكلون غالبية أهل السودان، بل إن غالبية مجموعات شمال السودان منهم.
لا يهمني علي الحاج هذا، ولا تهمني كل حركته الإسلامية من (مجاميعها)، لا يعنيان لي شيئًا غير البؤس السياسي والفكري. لكن ما يعنيني هو خطاب الكراهية والعنصرية الكيزاني البغيض، ومحاولتهم تمزيق النسيج الاجتماعي المهترئ أصلًا بفضل سياساتهم وممارساتهم، والإساءة لمجموعات سودانية كبيرة والانتقاص منها بهذه البشاعة والتوحش.
والسلام على أهلنا (الصفر) والبيض في شمال البلاد، وعلى رأسهم الفاتنة الصفراء (حياة الجبل).
إنها متاهة امرأة سوداء تحتقر ذاتها.