في مثل هذا اليوم من العام 2019، انطلقت ثورة ديسمبر المجيدة، والتي تنادى لها جميع فئات المجتمع السوداني من الرجال والنساء والطلاب والعمال والنقابات المهنية، والتف حولها رجال الإدارة الأهلية والطرق الصوفية والمبدعون، وكل القوى السياسية والمدنية الداعية للتغيير. وقد كُتِبَ لها النصر، فأطاحت بنظام المؤتمر الوطني الفاشي والديكتاتورية المستبدة، التي جثمت على صدر الشعب السوداني لمدة ثلاثين عاماً، فأذاقته مرارة الحياة وكدر العيش، وعاث فيها النظام فساداً يزكم الأنوف، ومارس فيه شتى أنواع القهر والاستبداد والاستعلاء العرقي، وبرع في زراعة الفتن وإشعال الحروب في أطراف البلاد، وقسم البلاد إلى شمال وجنوب. جاءت الثورة العظيمة بعد أن مهر الشباب دماءهم رخيصةً في سبيل الحرية والسلام والعدالة
حركة العدل والمساواة السودانية، وهي تحيي هذه الذكرى العظيمة، تغتنم هذه السانحة لتحية جميع أبناء الشعب السوداني بقطاعاته المختلفة، من القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح والمهنيين والقوى المدنية والنقابات ولجان المقاومة والمرأة والشباب، الذين كانوا وقوداً لتلك الثورة حتى كتب لها النجاح وانهار ذلك النظام البائد. إلا أن أعداء الثورة والتغيير، وأعداء التحول المدني الديمقراطي، وقفوا حجر عثرة أمام كل ذلك النجاح العظيم، فكان انقلاب 25 أكتوبر المشؤوم، الذي وأد الثورة وحكومتها الشرعية. فكانت محاولة يائسة من فلول النظام البائد وأعوانهم داخل مؤسسة الجيش السوداني لمحو آثار الثورة، وعرقلة مسار التحول المدني الديمقراطي، وكيفية عودتهم للسلطة مرة أخرى عبر بوابة الجيش. وبعد أن لفظهم الشعب السوداني ورفض عودتهم، خططوا لهذه الحرب المدمرة وأشعلوها بفرية “حرب الكرامة”، وهي للحقيقة لا تمت للكرامة بصلة. قصدوا بذلك إخراج الدعم السريع من المعادلة السياسية والعسكرية عندما رفضوا مقترحات إعادة هيكلة المنظومة الأمنية. إن نضالات الشعوب السودانية ومحبي السلام والتحول المدني الديمقراطي، وقفت سداً منيعاً أمام هرطقات الإسلاميين
جماهير شعبنا الأبية،
تمر علينا ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة، وما زالت سلطة بورتسودان غير الشرعية تعمل على إطالة أمد النزاع، وبالتالي زيادة معاناة المواطنين من خلال سياسة تقسيم السودان، وحرمان جزء كبير من المواطنين من الحصول على الأوراق الثبوتية، وعملية تبديل العملة، وقيام امتحانات الشهادة الثانوية في جزء من ولايات السودان، وحرمان آلاف الأطفال من مواصلة تعليمهم، وحرمان المواطنين الأبرياء من خدمات الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية. تمر علينا هذه الذكرى ونظل نردد أنه لا للحرب.. نعم للسلام ونكرر دعوتنا لأطراف النزاع بوقف الحرب فوراً والعودة للتفاوض.
إن حركة العدل والمساواة السودانية تؤكد أنه لا شرعية إلا شرعية ثورة ديسمبر المجيدة، وبالتالي لا توجد أي حكومة شرعية في السودان. وإن مجموعة بورتسودان ما هم إلا شرذمة قليلون اتفقوا على قتل الشعب السوداني، ونهب ثرواته، وتدمير ممتلكات الوطن، وتقسيم ما تبقى منه وعليه، فإننا نعمل على استرداد شرعية الثورة، وذلك من خلال تشكيل حكومة الثورة الشرعية، التي يتم تكوينها داخل السودان، للحفاظ على وحدة السودان، وإيقاف الحرب، ومعالجة الكارثة الإنسانية، وحماية المدنيين.
التحية لشعبنا الصامد الصابر، وهو يكافح بين معسكرات النزوح الداخلي واللاجئين، وقد فقدوا الأمل. إلا أننا نطمئنهم بأنه ستعود البسمة لشفاه أطفالنا، وسيعود السودان قوياً متماسكاً وسيزدهر بإذن الله تعالى، وأن الذين ارتكبوا جريمة إشعال هذه الحرب اللعينة سيقدمون لمحاكمات عادلة، وقبل ذلك سيتم تسليم المطلوبين للعدالة الدولية.
ضوالبيت يوسف أحمد حسن
أمين الإعلام والناطق الرسمي باسم الحركة
19 ديسمبر 2024