طيف أول :
اسوأ ماتعيشه هو مقاومة النهايات التي تريد أن تكون فيها صامدا وانت تعاني من حمى التلاشي والذبول بسبب غمرة الأسى والفشل وأشياء أخرى !!
ولم تنته الحرب ، وقبل أن تتم خطتهم لدمار الوطن قدر الله أن تبدأ اولى مراحل الضعف والتلاشي لحزب المؤتمر الوطني بالتفرقة والشتات
بعد أن حرق ودمر البلاد بغبينة أنه تحول لحزب “محلول” فأشعل حربا ليكون متماسكا وصامدا عندما تبع كذبة أحلام العودة وسيطرت عليه أطماعه وخدعته ، بأن مثلما كان له الماضي والحاضر سيكون ( له المستقبل)، ودخل وحل الأمنيات الملغومة التي جعلته يواجه أخطر مراحل العمر التي تسبق الرحيل، فبدلا من مقالدة وحدته وقوته واستعادة حكمه أجبرته الأيام ليشهد نهاياته بعينه
وضح ذلك جليا عندما أعلن مجلس شورى الحزب، برئاسة عثمان كبر أمس إنهاء تكليف إبراهيم محمود حامد من الرئاسة، وتجديد تفويض أحمد هارون رئيسًا للحزب ، وسط خلافات وإنقسامات جعلت قادته تقر وتعلن عن أن الحزب انقسم الي حزبين فما فعله الحزب طوال سنينه العامرة بالمؤامرات والتي من اشهرها العمل على تفكيك عدد من الاحزاب وتقسيمها لأجل إضعافها والتقليل من صدى صوتها المعارض وتحويلها الي احزاب “فكة” كما وصفها نافع حتى يظل هو الحزب الأقوى، هاهو اليوم يشرب من ذات الكأس ويفكك نفسه بنفسه
والقرار رفضته مجموعة المكتب القيادي، التي يقودها إبراهيم محمود حامد ويؤيدها السميح الصديق والحاج آدم ومدير جهاز الأمن والمخابرات السابق محمد عطا
وكان المجلس قد أشار في تسريب رد اللجنة المكلفة من المكتب القيادي للحزب المحلول على رئيس مجلس الشورى المناوب بعد لقائها به في 19 نوفمبر الماضي، إتهم الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي بحجب الأموال والموارد عن الحزب منذ الإطاحة بالبشير في أبريل 2019
ويحظى هارون بدعم من الرئيس المخلوع عمر البشير الذي كشف عن إنحيازه ومساندته الواضحة لأحمد هارون، “أصدقاء الجنائية ” وطلب من رئيس مجلس الشورى عثمان كبر دعم الرجل
ومثلما إجتمعت قيادات الحزب في أول اجتماع شورى لهم في 89 القائم على الإتفاق على سرقة البلاد ونهبها والسعي فيها فسادا وسفكا للدماء
وكانت نيتهم هي نهب المال وسرقة الموارد، حتى إنتهى بهم الأمر في ساحة قتال ، ولأنهم مازالوا في تيههم القديم ، فسبب فرقتهم وشتاتهم اليوم هو المال نفسه
فالقيادات الإخوانية لم تختلف بسبب الحرب او الدمار ولم يتعظ ضمير البعض منها مما فعلته وارتكبته من جرائم إن كان بيدها او بيد قوات الدعم السريع التي انتجتها وصنعتها ولكن عندما إتخذوا قرار الفراق اتهموا بعضهم بحجب الأموال عن البعض الآخر
إذن هو خلاف وصراع الثروة حتى في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد
وكنا ذكرنا من قبل أن كرتي الذي لم يدخل السجن بعد الثورة و ظل بالخارج يدير السلطة والإقتصاد بإسم البرهان، في الوقت الذي كان البشير وهارون بداخل السجن الأمر الذي كان سببا في المفاصلة الخفية منذ ذلك الوقت ، وظلوا يضمرون هذا الحقد بأن ما الذي يجعلهم داخل السجن وكرتي هو سجانهم!!
تلك المفاصلة التي أثرت على المؤسسة العسكرية وشكلت مزاجها وإيمانها وحتى قناعتها بالحرب
حيث افادت الأخبار أن كل العناصر والضباط من الجيش الذين لم يشاركوا في الحرب كانوا ينتمون للتيار الرافض للحرب داخل الحركة الإسلامية وذكرت مصادر انه وفي اليوم الأول للحرب خرجت كتائب من الجيش بعلم الدعم السريع ولم تشارك فيها سميت بكتائب البشير ، وان قيادات برتب رفيعة آثرت عدم خوض الحرب لأن قياداتها الإسلامية لم تعطها أوامر بالمشاركة في الحرب هذه المفاصلة مابين الرفض والقبول هي التي تسبب في تأجيل النصر للقوات المسلحة التي حاولت قيادة الجيش وعلي كرتي أن يعوضوا خسارة وفقدان وغياب ضباط وجنود الجيش بعناصر من جهاز الأمن والمخابرات وعدد من المسنفرين، وأن القيادات الإسلامية عندما ترفض التفاوض تتحجج بأن هذه الحرب حربهم وان الجيش تركهم يواجهون الموت لذلك يروا أن اقرار نهايتها لن يكون بيد البرهان
وأفادت الأخبار أمس بأن كرتي وأنصاره يتبنون خيار التخلص من تركة المؤتمر الوطني وإنزال لافتته “المرمية” ، مع تبني واجهة حركة المستقبل للإصلاح والتنمية والتي هي في الحقيقة حركة “الدمار”
وتوقعت أن تكون الخطوة القادمة في الصراع داخل حزب البشير المحلول هي فصل مجموعة المكتب القيادي بزعامة إبراهيم محمود وطردهم من الحزب.
طيف أخير :
لا_للحرب
أعلنت وزارة الصحة أمس إيقاف مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالصندوق القومي للإمدادات الطبية عز الدين علي دهب، عن العمل وإحالته للتحقيق، بعد إتهامه بالمشاركة في اجتماعات (تقدم) التي عُقدت مؤخراً في عنتيبي بأوغندا دهب قال انه شارك بصفته صحفي والفلول ترى إنه ( قحاتي مدسوس)!! مهازل.
