منذ البدء كانت الرؤية واضحة بالنسبة لنا فيما يختص بالغرض من عملية استبدال العملة خاصة خلال هذه الفترة وحالة الافلاس الواضح الذي تمر به حكومة (برتوكوز) وقد تحدثنا في مقال سابق بأنه لو كان بإمكان (حكومة) ان تعلن إفلاسها لفعلت تلك العصابة في حكومة برتوكوز الإنقلابية الفاشلة بلا خجل وأن الغرض الأساسي من تلك الخطوة هو الإفلاس الواضح الذي تعيشه خاصة مع توقف الإنتاج والدعم الخارجي والصرف البذخي على الكتائب المتعددة لتلك الحرب الملعونة بالإضافة للصرف على (أرزقية) دعم تثبيت الحكومة الإنقلابية داخلياً وخارجياً ، حيث لم يتبقى لديها إلا سحب أموال الغلابة من المواطنين بسن القوانين التي تقود لذلك، واستبدال العملة هو واحد من تلك الخطوات.
وفي أول اجتماع للجنة (الإستيلاء) على أموال الشعب التي تكونت برئاسة عضو اللجنة الإنقلابية إبراهيم جابر تم (الإفصاح) عن النوايا الأساسية غير المعلنه وراء ذلك الإستبدال غير حصر الأموال المنهوبة من الدعم السريع حيث ليس من المعقول احتفاظهم بها حتى الآن حيث قالت اللجنة أنها (ستراجع) قبل إعادة الاستبدال مصادر الأموال اولاً بمعني لو أن السادة العسكر لم يقتنعوا بمبراراتك عن مصادر أموالك فإنك ستقدم الى (المحاكمة) والسجن ومصادرة تلك الأموال بكل تاكيد وهذا يشمل حتي الأموال التي يرسلها حتى المغتربين لأسرهم بالداخل مما يعني أنه ستكون هناك (رقابة) أمنية لكل قرش يمتلكه سوداني من (المسجونين) داخل الوطن ويمكن أن تصدر تبريرات وهمية للاستيلاء عليها كما أعلن القابع علي أعناق مواطني كسلا(الوالي) في قراره الكارثي الذي منح فيه المستنفرين والقوات المشتركة الحق في اقتحام المنازل والمكاتب والمتاجر لتفتيش مدخرات المواطنين في إستباحة لخصوصيات الأسر وتبرير مسبق لعمليات السلب القادمة .
ويوضح اللهث الشديد من تلك الحكومة لجمع الأموال من المواطنين والطلب من البنوك فتح حسابات لكل متقدم حتي بدون اوراق ثبوتية كامله حتي ولو كانت منتهية الصلاحية رغم ما يعتري الأمر من مخاطر واحتيال مستقبلي على تلك الحسابات مدي الهلع المادي الذي تعانيه تلك الحكومة التي تعيش على رشوة الداعمين لها من إنهيار عديد من التحالفات الهشة المعتمدة على تلك الرشوة وبالتالي إنهيار تجمع هؤلاء الأرزقية مع التذمر الواضح للعديد منهم خلال الفترة الماضية والذي خرج للعلن من خلال أحاديث مناوي وجبريل الأخيرة والخلافات مع كتلة الموز والصراع المادي لمجموعة أرزقية النظام السابق والضغوط التي يمارسونها بالتلويح بالإنحياز لكتلة السلام والذي أفقد الحكومة الإنقلابية توازنها وجعلها تعمل على جمع أكبر قدر من أموال المواطنيين للإستمرار في عملية الارضاء التي ترتكز عليها حتي لا تتصدع من الداخل .
ونحن على ثقة بأن عملية الأوكسجين الذي تحاول به تلك (الحكومة التي تختنق) للعودة للتنفس، لن ينجح في ظل المعطيات المعاشة وخروج العديد من الولايات من قبضتها والإفلاس العام الذي يعانيه المواطنين وغيرها إلا أن التخوف من ان يحدث الأمر ربكة تزيد من المعاناة التي يعيشها المواطنيين اصلاً ويتحول إلى ثورة جديدة تزيد من خناق الإنقلابيين بدلاً عن العودة ولو قليلا للتنفس.
اعتذار من العصب:
قد نكون متأخرين من متابعة بعض الأحداث خلال الفترة الماضية لظروف خارجة عن الإرادة، ولكننا رغم تلك الظروف سنواصل المتابعة خلال الفترة القادمة والعتبى لكل الاحباب حتى يرضوا
وستظل الثورة دوما مستمرة ..
والمناداة بالمحاسبة والقصاص راية لن تسقط
والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار ..
الجريدة
نحنا أهل الفرحه جينا لا المدامع وقفتنا ولا الحكايات الحزينة – القدال