عزيزي عبد الفتاح،
المستخلص من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أن رغبة الشعوب في الحرية هي الحقيقة الوحيدة الثابتة التي لا يعلوها شيء، وأن الديكتاتوريات، مهما طال أمدها، زائلة لا محالة. قد تخبو جذوة الثورة في بعض الفترات، لكنها لا تنطفئ أبداً، ومن يصمتون عن سلب حريتهم بذريعة حفظ الاستقرار سيجدون أنفسهم في نهاية المطاف فاقدين لحريتهم واستقرارهم. ولك/ولنا في بلادنا مثال وعبرة.
عليك يا برهان أن تتعظ، إن لم يكن من التاريخ القريب، فليكن من الحاضر الذي أمامه. لقد سقطت الأجهزة الأمنية لبشار الأسد، بما فيها جهاز الأمن السياسي، الوريث الوحيد لجهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية (ستاسي)، المعروف بأنه الأكثر وحشية في العالم، وهو عصارة توحش جهاز الاستخبارات السوفياتية (كي.جي.بي).
لم تصمد كل تلك الأجهزة الأمنية الضخمة ساعة واحدة أمام عزيمة الثوار، فهل يمكن أن ينجح هبل “أحمد مفضل” وخبل الإسلاميين وأوهامهم في تأسيس ديكتاتورية فشلت في تأسيسها أجهزة قمعية لا مثيل لها في التاريخ المعاصر؟!
ارعَوي يا برهان واترك الأحلام، ولو كان الإسلاميون يستطيعون تأسيس حكم عسكري شمولي دائم، لما آلت إليك الأمور. فلا تحنِ ظهرك لهم، وتتحول إلى دابة يركبونها لتحقيق أحلامهم في العودة إلى السلطة.
واعلم يا برهان أن بشار الأسد قد سبقك في محاولة تحقيق حلم والده، وكانت النتيجة كما نراها وتراها أمامك الآن!
ارعَوي يا برهان، كن قائداً يذكرك التاريخ ولا تكن سبورة تتعلم فيها الأجيال.