د.حافظ الزين
عندما تكتب الأقلام الحرة بلا قيود وتحلق في الآفاق المستحيلة كما تشاء وتريد.
يتفجر من صمودها وروحها وهج الحرية.
إن الحرية جنة وجحيم.
اليس كذلك؟
اعتاد هذا القلم الا يستأذن أحد كائن من كان عندما يقرر أن يكتب في الشأن السوداني بصفة الخصوص وبصفة العموم.
ولن يستأذن أحد حتي يأتيه اليقين بشأن الكتابة في أي شأن سوداني كفيما كان هذا الشأن سياسي أو اقتصادي أو فكري أو ثقافي.
شاء من شاء ومن لم يشاء فليكن من فئة القردة الخاسئين فاني لا أبالي لأحد غير الواحد الاحد.
انا لست كوز ولا فلولي ولا قحاتي ولا شيوعي ولا حزب أمة ولا مؤتمر سوداني ابله ولا اتحادي ديمقراطي أعرج ولا جمهوري مثالي وسريالي متنطع.
ولا سمسار سياسي يجوب الحانات والبارات يعرض وطنه للبيع بثمن بخس وزهيد ثم يبحث من بعد ذلك عن خصر امرأة في وضح النهار حاملا في يده اليمني كاس من الويسكي الاسكتلندي العتيق.
انا سوداني قح ابن امرأة من بوادي دارفور الوسيمة لم تنل اي حظ من التعليم.
ولكنها ولدتني حرا وعلمتني أن الرجل الحقيقي يجب أن يعيش حرا كما ينبغي أن تكون الحرية في حدودها الممكنة والمستحقة.
ويتوجب عليه أن يغادر فورا اي براحات تسعي وتعمل لتكميم الحرية ومصادرتها ورميها باكية الروح والقلب والمصير في قارعة الطريق.
واذا لم يفعل فإنه يستحق أن يعيش عبدا في الدرك الاسفل من العبودية.
إن الحرية جنة وجحيم.
اليس كذلك؟
من المعلوم بالضرورة وبغيرها أن الغباء حق حصري مخصص للفلول والكيزان والحركة الإسلامية السودانية الإرهابية وذراعها السياسي المشلول المؤتمر الوطني المطرود من السلطة في السودان بامر الشعب السوداني الكريم.
ولكن ليالي من الزمان حبال يلدن كل عجيب.
والعجيب هو ذلك التحالف السياسي الأعرج الذي أطلق علي نفسه اسم تقدم.
إن تقدم هذه فاقت الفلول وبني كوز في الغباء السياسي والبلادة السياسية الوسيمة.
من صور غباء تقدم علي سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1- ضربت تقدم أخماس في اسداس وفكرت في التراجع عن التزامها المتعلق بتوقيع وثيقة المباديء التي وقعتها مع القائد العام لقوات الدعم السريع الفريق أول : محمد حمدان دقلو
قامت هذه الوثيقة علي المباديء العشرة التي جاءت في الرؤية السياسية لقوات الدعم السريع تحت مسمي رؤية الدعم السريع للحل السياسي الشامل في السودان.
إلا أن تقدم أدركت ونصحها الراسخون في عوالم ساس يسوس أن نكوصها عن وثيقة المباديء تلك يعتبر غباء سياسي فاخر ووريق.
سيذهب بها الي الجحيم عاجلا غير اجل.
لانه ينسف بنيتها ووجودها السياسي بشكل كامل.
ذلك بسبب أن الدعم السريع هو القوة العسكرية الحاسمة في السودان التي تدافع عن التحول المدني الديمقراطي واستعادة الحكم المدني المستدام وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة والاساسية وتأسيس وبناء جيش وطني مهني واحد وفقا لمعيار عدد السكان وتأسيس وبناء دولة مدنية دستورية في السودان (دولة المواطنة والحقوق المتساوية) وتطبيق الفيدرالية كنموذج اداري لشكل الدولة في السودان.
وهي المباديء التي طالما رفضها الطرف الآخر في حرب الخامس عشر من شهر أبريل وهو الجيش السوداني المحنط والمختطف بايادي الإسلاميين القذرة والمرتجفة التي لا تجيد البناء كيفما كانت معاني هذا البناء ومبانيه.
وبالتالي إذا تراجعت تقدم عن التزامها بوثيقة المباديء التي وقعتها مع القائد العام لقوات الدعم السريع في ديسمبر 2023 في أديس أبابا تكون بذلك قد أعلنت انحيازها لدولة الردة والكهنوت وبدلت جلدها الاجرب بجلد أكثر جربا وهو الحركة الإسلامية السودانية الإرهابية المتطرفة وأنصارها من الدواعش والارهابيين والقتلة ومصاصو الدماء.
وتكون بذلك قد سلكت طريق الشر والسوء ومن ثم تصبح العدو اللدود لقيم الجمال والحق والاستنارة وسوف تجد نفسها وجها لوجه في صدام محتدم وعنيف مع الشعب السوداني الذي صنعها من العدم ونفخ فيها طاقة الوجود السياسي والنضالي.
كادت تقدم ان تقع في جب الغباء الرفيد لولا تدخل المستنيرين هنا وهناك وكذا المشفقين عليها من التلاشي والضياع.
ووفقا لما سبق انصح تقدم بمغادرة بيادر واودية الحياد وإعلان وقوفها مع الدعم السريع تصريحا وافعالا وليس التماهي الكسيح بين الظلال واكوام الرماد.
إن الحياد عندما يخوض الوطن حرب طاحنة ضد الإرهابيين والقتلة والطغاة يعتبر دعارة سياسية كاملة المعاني والمباني والآفاق.
2 – تتمثل الصورة الثانية من صور غباء تقدم في إيمانها العميق واعتقادها الجازم في قرارة نفسها انها سوف تعود لتحكم السودان وفقا لتركيبته الشاملة القديمة التي قام وتاسس عليها قبل 15 ابريل 2023 والتي استمرت لمدة 68 عاما.
وذلك وفق منهجها السياسي الكسيح احدب الأفكار والمحتوي المسمي بمنهج الإصلاح وإعادة البناء.
هل يوجد غباء سياسي شاهق أكثر من هذا الغباء؟
يتوجب علي تقدم وأنصارها من البلهاء والببغاوات أن يعلموا تمام العلم أننا كسياسيين سودانيين احرار مقيمون في داخل السودان في هذه اللحظات المفصلية الحاسمة من عمر هذا الوطن الحزين وكأنه سيدنا يعقوب عليه السلام.
نتعايش يوميا وعلي مدار الثانية بجسارة وصمود عالي الجناب مع الات الموت المهلكة المملوكة للحركة الإسلامية السودانية الإرهابية وجيشها الملعون.
نرفض بشدة أن نعود للسودان القديم الذي كان سائدا قبل 15 ابريل 2023.
وأنه من المستحيل العودة إلي تلك الأزمنة الرديئة لا سلما ولا حربا وبشكل حاسم.
كما يتوجب علي تقدم أن تنسي أفكارها المتوهمة وقناعاتها الغبية الراسخة بأننا بندقجية نحرس لها الضرع والزرع ونقاتل من أجل سواد عيونها وعيون أنصارها الحوصاء.
لتعود بعد توقف هذه الحرب وتصعد علي اكتافنا المتعبة نازفة الدماء لتصل إلي ابراج السلطة والنعم الكريمة في هذا البلد الأمين.
لن يحدث هذا الأمر مجددا في السودان نهائيا وبشكل حاسم.
باي