في حدث غير مسبوق، شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة حاشدة يوم السبت، الثاني من نوفمبر 2024، نظمتها مجموعة من النشطاء المناهضين للحرب. تجمع المتظاهرون أمام السفارة المصرية حيث أدانوا تدخل النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي ودعمه لإستمرار الحرب في السودان، بالإضافة إلى مشاركته الفعلية في الصراع إلى جانب فلول النظام السابق. وقد تمحورت المظاهرة حول رفض التدخلات التي تهدف إلى قطع مسيرة التغيير الديمقراطي، مما يفتح المجال لعودة فلول النظام السابق إلى السلطة على حساب أرواح السودانيين والسودانيات.
عكست هذه الفعالية الفارق الكبير بين دعاة الحرب ودعاة السلام، وأظهرت مستوى عالٍ من التنظيم والتعبير. تميز يوم المظاهرة بالشعارات والهتافات التي كانت جميعها موجهة ضد التدخل الخارجي، وخاصة من جانب النظام المصري. كما عكس الحدث مستوى الوعي والتلاحم بين أفراد المجتمع، متجاوزاً الإنتماءات الحزبية والطائفية والجهوية، مما شكل تعبيراً عن وحدة الصف المناهض للحرب.
نجحت أصوات الأحرار في إيصال صوت الأغلبية الصامتة التي طالما تم تجاهلها. لقد سحبت مظاهرة لندن البساط من تحت أقدام دولة 56، التي تدعي زورا أنها تمثل السودانيين. إن ما حدث في لندن يجب أن يكون نموذجاً يُحتذى به في جميع العواصم الأوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية وكل الدول الحرة، حيث نحتاج إلى تحركات مماثلة لتحقيق السلام والإستقرار والتنمية.
تكمن قوة هذه المظاهرة في قدرتها على توحيد الناس من مختلف الخلفيات، والتأكيد على وجود صوت قوي لا يزال حاضراً في المجتمع. هذا الصوت سيستمر في مقاومة قوى الردة والظلام، ويشجع الجميع على الإنخراط في الحراك الوطني المعبر عن القوى المستنيرة. نحن بحاجة أن نظهر للعالم أننا متحدون في مطالبنا، وأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام التدخل الخارجي الذي يدعم الحرب.
في النهاية، نؤكد على أهمية تكرار نموذج مظاهرات لندن في جميع أنحاء العالم، لنشكل جبهة قوية تدعو إلى الحرية والعدالة والسلام. يجب أن يكون صوت الأغلبية الصامتة مسموعاً في كل المحافل، معبراً عن إرادة الشعب السوداني، خاصة بعد أن سقطت الأقنعة وكشفت عن وجوه العملاء والخونة والإنتهازيين الذين تحالفوا مع عبد الفتاح السيسي وآسياس أفورقي وآخرين من الطامعين في السودان لتحقيق مصالحهم الخاصة.
لقد تمايزت الصفوف بين الخونة والعملاء وبين الأحرار والشرفاء، وأصبح من الضروري أن نواصل النضال والكفاح والتضحية من أجل تحقيق أهدافنا النبيلة في الحرية والعدالة والسلام.
الطيب الزين