كتب : ضياءالدين عبدالرحمن
وصل الخرطوم اليوم الخميس مستشار رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي السيد محمد الحسن ود لبات و هو المبعوث الأفريقي المعروف لدى السودانيين جيدا حيث أنه كان الوسيط الأفريقي في المفاوضات بين المجلس العسكري و قوي الحرية والتغيير بعد ثورة ديسمبر المجيدة في السودان، و بشكل سريع دخل ولد لبات في لقاءات على مستوى عالي التقى رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان و النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو و رئيس مجلس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك و كان بصحبة ولد لبات سفير الإتحاد الأفريقي بالخرطوم السيد محمد بلعيش.
ونقل السيد محمد ود لبات رؤية رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الدكتور موسى فكي محمد لحل الأزمة الراهنة بين السودان و إثيوبيا في الحدود بينهما و قدم طلب للوساطة في الملف الساخن الذي قرعت الطبول فيه و على وشك بداية حرب هي حق للسودان و باطلة لإثيوبيا لأن الأرض سودانية خالصة
ولد لبات حرص على إيصال فكرة التهدئة و عدم تصعيد السودان و استعادته لبقية أراضيه التي تحتلها مليشيات إثيوبية و بالتحديد المتبقي هي نقطتين مهمتين و كبيرتين ، كقراءة أولى الوساطة الأفريقية في ملف الحدود بين السودان و إثيوبيا أتى متأخرا جدا بل و شهد غياب تام من موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الذي عرف عنه الانحياز الكامل لإثيوبيا في كثير من المواقف و آخرها ملف سد النهضة الإثيوبي و الذي طالب موسى فكي من مجلس الأمن بإعادة الملف للاتحاد الأفريقي بعد طلب السودان و مصر بالتدخل الدولي و لتجنيب إثيوبيا اي قرارات دولية و عقوبات لسلوكها في التفاوض و تعنتها لعدم الوصول لحل قانوني و ملزم.
و بالفعل فشل اتحاد موسى فكي في حل أزمة سد النهضة و ساعد في تجنيب إثيوبيا اي عقوبات و ارسال ولد لبات كمبعوث لازمة الحدود هو محاولة إنقاذ غريق و كلاكيت ثاني مرة لإنحياز مؤسسة الاتحاد الأفريقي لإثيوبيا في أبشع صورة يرسمها موسى فكي الذي رشح نفسه لدروة جديدة، الوحدة الأفريقية الان في امتحان حقيقي و محك تاريخي اما عدالة أو تفرقة و لا غرابة في أن سمعنا مرارا و تكرارا مطالب دول بنقل مقر الاتحاد الأفريقي من أديس أبابا لأي دولة أخرى تحترم المؤسسات القارية و لا توظفها لمصالحها.
سياسية السودان الخارجية بعد الثورة تحكمها فقط مصلحة السودان لا غيرها دون انحياز لأي دولة سوى مصلحة السودان و رفع شعار السودان اولا، لذلك نجد قوة الطرح السوداني في ملف الحدود و القوة في التمسك بالحق، الخرطوم تتنفس روح جديدة و المارد الأفريقي يصحو من نومه ليجلس في مقعده الطبيعي ، لا مناص غير أن تعترف إثيوبيا و من يقودها للانتحار ابي أحمد بالحق السوداني في الأرض.
شارك هذا الخبر على





