? باقلامهم || عبدالله مسار يكتب.. ثورة الجياع في باب الخرطوم ..!
?كتبت بتاريخ ٢٠٢١/١/٢٤ مقالا بعنوان ثورة الجياع تدق باب حمدوك
?وكتبت بتاريخ ٢٠٢١/٢/٩ مقالا بعنوان ثورة الجياع قد بدات ماذا انت فاعل ياحمدوك
?وهذا المقال الثالث بعنوان ثورة الجياع في باب الخرطوم
قامت الثورة في ديسمبر ٢٠١٨ واسقطت نظام الانقاذ وقادها شباب اغلبهم غير متحزبين، وكان الدافع الاساسي لقيامها الازمة الاقتصادية وفي مقدمه ذلك ازمة معاش الناس.
وقامت علي اثر ذلك حكومة تنفيذية بقيادة د.حمدوك، ولها حاضنة سياسية هي قوي الحرية والتغيير، وهي مكونة من مجموعة احزاب ومنظمات مجتمع مدني وتنظيمات نقابية، وغلب علي احزابها احزاب اليسار وعلي راسهم الحزب الشيوعي، وتجمع نقابي وهو تجمع المهنيين، واغلب عناصره ايضا من الحزب الشيوعي، وبقيه احزاب البعث بشقية والناصري والجمهوري، وغير ذلك من واجهات يسارية واحزاب وسط ويمين الوسط كحزب الموتمر السوداني وحزب الامة القومي وتجمع الاتحاديين.
وسيطر علي الساحة احزاب اليسار وواجهاتهم وصار دور احزاب اليمين شكلي وتمومة جرتق، وزاد دورهم بعد سلام جوبا ومجلس الشركاء، ولكن مازالت مفاصل الدولة يسيطر عليها اليسار حتي ولو خرج منه الحزب الشيوعي مغاضبا،.
ورفعت الثورة شعارات منت المواطن بالمن والسلوي، ولكن عجزت حكومة الثورة لعامين من تحقيق هذه الشعارات، بل تردي الوضع لمئات المرات وخاصة في امر المعاش والامن، وصارت الاسعار مبالغ فيها وتضاعفت اسعار السلع والمحروقات عشرات المرات، بل مئات، وارتفع سعر الدولار مقابل الجنية الي سعر خرافي، وزادت الدولة اسعار الخدمات من مياه وكهرباء مع قطعها لساعات طويلة وخاصة في الخرطوم، ناهيك عن انعدامها في الولايات والريف الي زيادات فلكية.
وصار الجميع عاجز عن يعيش، ولَم تجد الحكومة اي مساعدات خارجية من اصحاب ولا من المؤسسات المالية الدولية والاقليمية، والقليل الذي جاء علي استحياء، جاء بعلاقات عامة اوخاصة من اشخاص في المجلس السيادي.
وقفت الحكومة وحاضنتها تتفرج دون ان تحل، بل تعاملت مع الوضع بصمت رهيب كان الامر لا يعينها، حتي رئيس الوزراء يتصرف ببرود شديد حتي لا تعتقد ان هنالك مشكلة.
اما حاضنة الحكومة “فلا في العير ولا في النفير” بل تعزي كل ذلك الي الكيزان والدولة العميقة، واعتقد ان هذه شماعة لامعني لها عامين من الحكم كفيلة بتفكيك نظام الكيزان والدولة العميقة صامولة صامولة كما تقول بعض من قيادة الحاضنة.
ايضا لم نري موقفا من راسمالية ورجال اعمال هذه الحاضنة، اين مو ابراهيم؟ وابن اسامة داود؟ واين الاخرين الذين تكون منهم اتحاد اصحاب العمل والغرف التجارية؟ واين؟ اين؟؟؟
الكيزان لما استلموا الحكم كانت الحرب في الجنوب علي اشدها والاقتصاد منهار استنفروا قياداتهم وشبابهم قاتلوا في الجنوب ليستتب لهم الحكم، بل تبرعت نساؤهم بالحلي والمصوغات والمجوهرات وقاتلنا جنبا الي جنب مع الرجال حتي دانت دولتهم.
واستنفروا اصدقاءهم ومنسوبيهم من رجال المال والشركات والدول الصديقة لهم بهلوا الحياة في السنة الاولي حتي ثبتوا دولتهم وحتي استخرجوا البترول، بل حفظوا وحافظوا علي الدولة، وبنوا واسسوا الموسسات والمشاريع الكبري رغم الحصار المضروب عليهم من امريكا والغرب والدول الكبري والمعارضة في الداخل والخارج، اذن اين رجال اعمال هذه الحاضنة؟ واين أصدقاءهم من الاقليم والعالم بعد ان رفع عن الحصار ؟؟؟
اين المعونات من الصناديق وبيوت المال العالمية والمؤسسات الدولية والجميع يعلم ظروف السودان؟
بل اين المشروع المنقذ والتفكير السياسي الجامع لرجال الدولة، بل اين البرنامج الوطني الذي يلتف حوله اهل السودان؟
ان الازمة ايها السادة الحكام لا تحلها وصفات البنك الدولي، ولا انكفاء الحاضنة وحكومتها علي ذاتها، الازمة يفكها الاتجاة الي الشعب ببرنامج وطني يشترك فيه الجميع دون عزل ولا اقصاء.
ايها السادة اذا جاع الفقير لا يسلم الغني، ولذلك فرضت الذكاة وقامت الصدقة، الان كل غني يكدس في المال ويضارب في الدولار ليزيد من ارباحه، والشعب يئن ويتضوع جوعا في عام الرمادة سيدنا عمر عطل حد السرقة.
ايها الحكام الحكم لا مكاتب مكيفة ولا عربات مكندشة ولا اجتماعات خاوية ولا محاصصات حزبية بائسة، ولكن الحكم مسئولية اخلاقية ودينية وانسانية، الحاكم الحقيقي مهموم بالليل والنهار يسهر لعلاج مشاكل الرعية.
الحال وصل غاية في البوس والجوع والفقر، والعوز ضرب كل بيت سوداني غني والفقير.
اخي د.حمدوك اين الزكاة؟ واين الصناديق الاجتماعية والتكافلية؟ واين؟ واين؟؟؟
اخي د.حمدوك الذين يتظاهرون الان في الولايات ويكسرون الدكاكين لياخذوا السكر والزيت والبسكويت هم جياع وليسوا مجرمين ولا معتادي اجرام، وهم ليسوا الفلول ولا النظام السابق، ولكن هم الشباب صناع الثورة الذين خذلوا في قيادتها، واخشي ان تسمع هتاف بدل الجوع ولاالكيزان “ارحل ارحل ياحمدوك”، بل قد تسمع من شباب وشابات الثورة عايد عايد يالبشير ضيعناك وضعنا معاك.
اخي د.حمدوك، هل تشتري حاجيتاك من رغيف وزيت ولبن وشاي وبن ولحم كبقية اهل السودان، سالتك بالله هل راتبك كرئيس وزراء يكفيك عشرة ايام من الشهر، وبعد ان زادت المرتبات للدستورين في عهدكم هذا.
اخي د.حمدوك ، رطل اللبن كان يعشرين جنية الان بمائةجنية، الرغيفة بجنيهين الان بعشرين جنية، جالون البنزين بثمانية وعشرين جنية الان بخمسمائة واربعة وسبعون جنية، وهكذا الغاز، حتي جوال الفحم كان باربعمائة جنية الان بستة الف جنية، وهكذا كل تضاعف عشرات بل مئات.
وبعد كل هذا سيقول له المطبلاتية والمرجعفون وحارقي البخور انكم ستعبرون و تنتصرون، بل سيقولون ان هولاء الذين يتظاهرون هم الفلول والكيزان والنظام البائد والدولة العميقة، هل النظام البائد لو كان معه هولاء الشباب كان سقط.
اخي د.حمدوك لماذا خرج الحزب الشيوعي من الحكومة واعلن المعارضة واعلن علنا اسقاط حكومتك وكان عضد الثورة ومن صناعها؟ وايضا لماذا خرجت لجان المقاومة وخرج تجمع المهنيين والتجمع المدني وهم من قادوا الحراك واشعلوا فتيل الثورة؟ اين اباء وامهات الشهداء هل هم معك الان؟ هل نزلت الشارع وشاهدت الذين يتظاهروا وماهو هتافهم؟.
اخي د.حمدوك نعزك ونحترمك لانك من بيئتنا، ولكن نقول لك الحكم ليس ترف، وقيادة شعب كالشعب السوداني شديد الباس وصعب المراس تحتاج ان تكون حازقا قويا وصاحب قرار، ورحيما ودودا موجودا في كل موقع متابعا وملما نهاضا صاحب بصر وبصيرة.
الحكم سكرات ثم فكرات، الحق نفسك قبل ان يقال لك “ارحل” ممن صنعوا الثورة جاءوا بك محمولا عليي اكتافهم.
وذلك بالاتي:
١/ حل الازمة الاقتصادية ولو بمعونات اصدقاء في الداخل والخارج
٢/ اذهب الي الشعب السوداني باجماع وطني خلي الجميع يشيل الشيلة معاك لان الحمل ثقيل
٣/ ادعوا الي مصالحة وطنية قودها بنفسك لا تستثني احد الا من اجرم وافسد
٤/ ارجع الي مكونات الثورة الذين خرجوا من الحاضنة وحكومتك وراجعهم
٥/ انزل الي الشعب اطلب عونه لان حاضنتك السياسية سندها ضعيف
اذا لم يتم لك اعلاه اعلن قيام انتخابات مبكرة في موعد اقصاه عام واحد لتسلم الامانة لحكومة منتخبة تتحمل المسئولية.
وحتي ذلك الحين اكرب في الداخل بمعالجات اقتصادية تعيد الامور الي نصابها، ومعلوم ذلك كيف، سل خبراء ولا تسال اطباء
وفقنا الله واياكم لخير البلاد. والعباد
ونسال الله السلامة والامن لبلادنا
حمي الله السودان واهل السودان
تحياتي
عبدالله مسار
الخرطوم
٢٠٢١/٢/١٠





